قصّة الخفّ والأسود











قصّة الخفّ والأسود



5933- الأغاني عن المدائني: کان السيّد [الحميري] يأتي الأعمش فيکتب عنه فضائل عليّ رضي الله عنه، ويخرج من عنده ويقول في تلک المعاني شعراً. فخرج ذات يوم من عند بعض اُمراء الکوفة وقد حمله علي فرس وخلَع عليه، فوقف بالکناسة ثمّ قال:

يا معشر الکوفيّين! من جاءني منکم بفضيلة لعليّ بن أبي طالب لم أقل فيها شعراً أعطيته فرسي هذا وما عليَّ. فجعلوا يحدّثونه وينشدهم حتي أتاه رجل منهم وقال: إنّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عزم علي الرکوب، فلبس ثيابه، وأراد لبس الخفّ فلبس أحد خفّيه، ثمّ أهوي إلي الآخر ليأخذه، فانقضّ عقاب من السماء فحلّق به، ثمّ ألقاه، فسقط منه أسودُ وانساب فدخل جُحراً، فلبس عليّ رضي الله عنه الخفّ.

قال: ولم يکن قال في ذلک شيئاً، ففکّر هنيهة، ثمّ قال:


ألا يا قوم للعَجب العُجاب
لخُفّ أبي الحسين وللحُبابِ[1] .


أتي خُفّاً له وانسابَ فيه
لينهش رجلَه منه بنابِ


فخرّ من السماء له عقاب
من العقبان أو شبه العقابِ


فطار به فحلّق ثمّ أهوي
به للأرض من دون السحابِ


إلي جُحْرٍ له فانسابَ فيه
بعيدِ القَعْر لم يُرْتَج[2] ببابِ


کريه الوجه أسود ذو بَصيص
حديد الناب أزرق ذو لُعابِ

[صفحه 176]

ودُوفع عن أبي حسنٍ عليٍّ
نقيع سِمامه بعد انسيابِ[3] .



صفحه 176.





  1. الحُباب: الحَيَّة (النهاية: 326:1).
  2. أي يُغْلَق (النهاية: 193:2).
  3. الأغاني: 276:7 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 307:2.