قصّة الخفّ والأسود
يا معشر الکوفيّين! من جاءني منکم بفضيلة لعليّ بن أبي طالب لم أقل فيها شعراً أعطيته فرسي هذا وما عليَّ. فجعلوا يحدّثونه وينشدهم حتي أتاه رجل منهم وقال: إنّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عزم علي الرکوب، فلبس ثيابه، وأراد لبس الخفّ فلبس أحد خفّيه، ثمّ أهوي إلي الآخر ليأخذه، فانقضّ عقاب من السماء فحلّق به، ثمّ ألقاه، فسقط منه أسودُ وانساب فدخل جُحراً، فلبس عليّ رضي الله عنه الخفّ. قال: ولم يکن قال في ذلک شيئاً، ففکّر هنيهة، ثمّ قال: ألا يا قوم للعَجب العُجاب أتي خُفّاً له وانسابَ فيه فخرّ من السماء له عقاب فطار به فحلّق ثمّ أهوي إلي جُحْرٍ له فانسابَ فيه کريه الوجه أسود ذو بَصيص [صفحه 176] ودُوفع عن أبي حسنٍ عليٍّ
5933- الأغاني عن المدائني: کان السيّد [الحميري] يأتي الأعمش فيکتب عنه فضائل عليّ رضي الله عنه، ويخرج من عنده ويقول في تلک المعاني شعراً. فخرج ذات يوم من عند بعض اُمراء الکوفة وقد حمله علي فرس وخلَع عليه، فوقف بالکناسة ثمّ قال:
لخُفّ أبي الحسين وللحُبابِ[1] .
لينهش رجلَه منه بنابِ
من العقبان أو شبه العقابِ
به للأرض من دون السحابِ
بعيدِ القَعْر لم يُرْتَج[2] ببابِ
حديد الناب أزرق ذو لُعابِ
نقيع سِمامه بعد انسيابِ[3] .
صفحه 176.