مخاطبة الأرواح











مخاطبة الأرواح



5919- الکافي عن حبّة العرني: خرجت مع أميرالمؤمنين عليه السلام إلي الظَّهْر، فوقف بوادي السلام[1] کأ نّه مخاطِب لأقوام، فقمت بقيامه حتي أعييت، ثمّ جلست حتي مللت، ثمّ قمت حتي نالني مثل ما نالني أوّلاً، ثمّ جلست حتي مللت، ثمّ قمت وجمعت ردائي، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّي قد أشفقت عليک من طول القيام، فراحة ساعة! ثمّ طرحت الرداء ليجلس عليه.

فقال لي: يا حبّة، إن هو إلّا محادثة مؤمن أو مؤانسته.

قال: قلت: يا أميرالمؤمنين، وإنّهم لکذلک؟

قال: نعم، ولو کُشف لک لرأيتهم حَلقاً حَلقاً مُحْتَبين[2] يتحادثون.

فقلت: أجسام أم أرواح؟

فقال: أرواح، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلّا قيل لروحه: الحَقي بوادي السلام. وإنّها لبقعة من جنّة عدن.[3] .

[صفحه 168]



صفحه 168.





  1. وادِي السَّلام: اسم موضع في ظهر الکوفة يقرب من النجف (مجمع البحرين: 872:2).
  2. الاحْتِباء: هو أن يضُمّ الإنسان رجلَيه إلي بَطنه بثَوب يَجمَعهما به مع ظَهره، ويَشُدُّه عليها. وقد يکون الاحتِباء باليَدَين عوَض الثوب (النهاية: 335:1).
  3. الکافي: 1:243:3.