ما يأتي علي مدينة البصرة











ما يأتي علي مدينة البصرة



5900- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبة ذکر فيها أحوال الناس المقبلة-: فتن کقطع الليل المظلم، لا تقوم لها قائمة، ولا تُردّ لها راية، تأتيکم مزمومة مرحولة: يحفزها قائدها، ويجهدها راکبها، أهلها قوم شديد کَلَبُهم،[1] قليل سلبهم، يجاهدهم في سبيل اللَّه قوم أذلّة عند المتکبّرين، في الأرض مجهولون، وفي السماء معرفون. فويل لک يا بصرة عند ذلک، من جيش من نقم اللَّه! لا رهج[2] له ولا حسّ، وسيُبتلي أهلک بالموت الأحمر، والجوع الأغبر.[3] .

5901- عنه عليه السلام- في وصف مدينة البصرة-: وايم اللَّه، ليأتينّ عليها زمان لا يري منها إلّا شرفات مسجدها في البحر مثل جؤجؤ السفينة.[4] .

5902- نهج البلاغة- من کلام له عليه السلام في ذمّ أهل البصرة بعد وقعة الجمل-: کأ نّي بمسجدکم کجؤجؤ[5] سفينة، قد بعث اللَّه عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها.

وفي رواية: وايم اللَّه، لتغرقنّ بلدتکم حتي کأ نّي أنظر إلي مسجدها کجؤجؤ سفينة، أو نعامة جاثمة.

[صفحه 142]

وفي رواية: کجؤجؤ طير في لُجّة بحر.

وفي رواية اُخري: کأ نّي أنظر إلي قريتکم هذه قد طبّقها الماءُ حتي ما يُري منها إلّا شرف المسجد، کأ نّه جؤجؤ طير في لُجّة بحر.[6] .

قال ابن أبي الحديد: والصحيح أنّ المخبر به قد وقع، فإنّ البصرة غرقت مرّتين: مرّة في أيّام القادر باللَّه، ومرّة في أيّام القائم بأمر اللَّه، غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلّا مسجدها الجامع بارزاً بعضه کجؤجؤ الطائر، حسب ما أخبر به أميرالمؤمنين عليه السلام، جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام، وخربت دورها، وغرق کلّ ما في ضمنها، وهلک کثير من أهلها.

وأخبار هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة، يتناقلها خلفهم عن سلفهم.[7] .

5903- عنه عليه السلام- فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة-: يا أحنف، کأ نّي به وقد سار بالجيش الذي لا يکون له غبار ولا لَجَب،[8] ولا قَعْقَعَة[9] لجم، ولا حَمْحَمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم کأ نّها أقدام النعام.[10] .

- ثمّ قال عليه السلام:- ويل لسَکَکِکُم العامرة، والدور المزخرفة التي لها أجنحة

[صفحه 143]

کأجنحة النسور، وخراطيم کخراطيم الفيَلة! من اُولئک الذين لا يُندب قتيلُهم، ولا يُفقد غائبهم. أنا کابُّ الدنيا لوجهها، وقادرها بقدرها، وناظرها بعينها.[11] .



صفحه 142، 143.





  1. الکَلَب: الشرّ والأذي (انظر لسان العرب: 723:1).
  2. الرهج: الغُبَار (النهاية: 281:2).
  3. نهج البلاغة: الخطبة 102.
  4. الأخبار الطوال: 152.
  5. الجؤجؤ: الصَّدر (النهاية: 232:1).
  6. نهج البلاغة: الخطبة 13.
  7. شرح نهج البلاغة: 253:1.
  8. اللَّجَب: الصوت والصياح والجَلَبة (لسان العرب: 735:1).
  9. تَقَعْقَعَ الشي ء: اضطرب وتحرّک (لسان العرب: 286:8).
  10. قال الشريف الرضي: يومئ بذلک إلي صاحب الزنج.
  11. نهج البلاغة: الخطبة 128.