فتنة المغول











فتنة المغول



5898- الإمام عليّ عليه السلام- في وصف الأتراک-: کأ نّي أراهم قوماً کأنّ وجوههم

[صفحه 139]

المجانّ المطرّقة، يلبسون السرق[1] والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويکون هناک استحرار قتل حتي يمشي المجروح علي المقتول، ويکون المُفلت أقلّ من المأسور![2] .

5899- کشف اليقين: قال الحلّي- في بيان إخبار عليّ عليه السلام بالمغيّبات-: ومن ذلک: إخباره بعمارة بغداد، وملک بني العبّاس، وذکر أحوالهم، وأخذ المغول الملک منهم.

رواه والدي رحمه الله وکان ذلک سبب سلامة أهل الحلّة والکوفة والمشهدين الشريفين من القتل؛ لأ نّه لمّا وصل السلطان هولاکو إلي بغداد قبل أن يفتحها هرب أکثر أهل الحلّة إلي البطائح[3] إلّا القليل، وکان من جملة القليل والدي رحمه الله والسيّد مجدالدين ابن طاووس والفقيه ابن أبي العزّ، فأجمع رأيهم علي مکاتبة السلطان بأ نّهم مطيعون داخلون تحت الإيلية،[4] وأنفذوا به شخصاً أعجمياً.

فأنفذ السلطان إليهم فرماناً مع شخصين أحدهما يقال له: تُکلم، والآخر يقال له: علاء الدين، وقال لهما: إن کانت قلوبهم کما وردت به کتبهم فيحضرون إلينا، فجاء الأميران، فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه، فقال والدي رحمه الله: إن جئت وحدي کفي، فقالا: نعم، فأصعد معهما.

فلمّا حضر بين يديه، وکان ذلک قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة، قال له:

[صفحه 140]

کيف أقدمتم علي مکاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا ما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبکم؟ وکيف تأمنون إن صالحني ورحلتُ نقمتَه؟.

فقال له والدي: إنّما أقدمنا علي ذلک؛ لأ نّا روينا عن إمامنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام أ نّه قال في بعض خطبه: الزوراء وما أدراک ما الزوراء؟! أرض ذات أثلٍ[5] يشيّد فيها البنيان، ويکثر فيها السکّان، ويکون فيها مهارم وخزّان، يتّخذها ولد العبّاس موطناً، ولزخرفهم مسکناً، تکون لهم دار لهو ولعب، يکون بها الجور الجائر، والحيف المحيف، والأئمّة الفجرة، والقرّاء الفسقة، والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس والروم.

لا يأتمرون بينهم بمعروفٍ إذا عرفوه، ولا ينتهون عن منکرٍ إذا أنکروه، تکتفي الرجال منهم بالرجال، والنساء بالنساء، فعند ذلک الغمّ الغميم، والبکاء الطويل، والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترک، وما هم الترک؟ قوم صغار الحدق، وجوههم کالمجان المطرّقة، لباسهم الحديد، جردٌ مردٌ، يقدمهم ملک يأتي من حيث بدا، ملکهم جهوري الصوت، قويّ الصولة، عالي الهمّة، لا يمرّ بمدينةٍ إلّا فتحها، ولا ترفع له راية إلّا نکسها، الويل الويل لمن ناواه! فلا يزال کذلک حتي يظفر.

فلمّا وصف لنا ذلک، ووجدنا الصفات فيکم، رجوناک فقصدناک. فطيّب قلوبهم، وکتب لهم فرماناً باسم والدي رحمه الله يطيّب فيه قلوب أهل الحلّة وأعمالها. والأخبار الواردة في ذلک کثيرة.[6] .

[صفحه 141]



صفحه 139، 140، 141.





  1. سَرَقَة: قِطعة من جَيّد الحرير، وجمعها سَرَق (النهاية: 362:2).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 128.
  3. البَطَائح: جمع بطيحة وهي أرض واسعة في جنوب العراق بين واسط والبصرة، کانت قديماً قري متّصلة (راجع معجم البلدان: 450:1).
  4. الإيالة: السياسة، يقال: فلان حَسن الإيَالة وسَيئ الإيالة: (النهاية: 85:1).
  5. الأثل: شَجَرٌ شبيه بالطَّرْفَاء إلّا أنّه أعظم منه (النهاية: 23:1).
  6. کشف اليقين: 93:100.