فتنة القرامطة[1]
قال ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 176 من نهج البلاغة: «... واللَّه لو شئت أن اُخبر کلّ رجل منکم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت...» تحت عنوان: «جملة من إخبار عليّ بالاُمور الغيبيّة»: [صفحه 138] وقد ذکرنا فيما تقدّم من إخباره عليه السلام عن الغيوب طرفاً صالحاً، ومن عجيب ما وقفت عليه من ذلک قوله في الخطبة التي يذکر فيها الملاحم، وهو يشير إلي القرامطة: «ينتحلون لنا الحبّ والهوي، ويضمرون لنا البغض والقلي، وآية ذلک قتلهم ورّاثنا، وهجرهم أحداثنا».[2] . وصحّ ما أخبر به؛ لأنّ القرامطة قتلت من آل أبي طالب عليه السلام خلقاً کثيراً، وأسماؤهم مذکورة في کتاب «مقاتل الطالبيّين» لأبي الفرج الأصفهاني. ومرّ أبوطاهر سليمان بن الحسن الجنابي في جيشه بالغري[3] وبالحاير،[4] فلم يعرّج علي واحد منهما ولا دخل ولا وقف. وفي هذه الخطبة قال- وهو يشير إلي السارية التي کان يستند إليها في مسجد الکوفة: «کأ نّي بالحجر الأسود منصوباً هاهنا. ويحهم! إنّ فضيلته ليست في نفسه، بل في موضعه واُسسه، يمکث هاهنا برهة، ثمّ هاهنا برهة- وأشار إلي البحرين- ثمّ يعود إلي مأواه واُمّ مثواه». ووقع الأمر في الحجر الأسود. بموجب ما أخبر به عليه السلام.[5] .
.
صفحه 138.