ملك بني مروان











ملک بني مروان



5883- الإمام عليّ عليه السلام- في وصف مروان بن الحکم-: أما إنّ له إمرةً کلعقة الکلب

[صفحه 132]

أنفه،[1] وهو أبوالأکْبُش الأربعة،[2] وستلقي الاُمّة منه ومن ولده يوماً أحمر.[3] .

5884- عنه عليه السلام- لمروان بن الحکم يوم الجمل وقد بايعه-: يابن الحکم، فلقد کنت تخاف أن يقع رأسک في هذه البقعة؟! کلّا أبي اللَّه أن يکون ذلک حتي يخرج من صلبک طواغيت يملکون هذه الرعيّة.[4] .

5885- عنه عليه السلام- في مروان بن الحکم-: ليحملنّ راية ضلالة بعدما يشيب صدغاه، وله إمرة کَلحْسَة الکلب أنفَه.[5] .

5886- تاريخ دمشق عن أبي سليمان: بينا عليّ واضعاً يده علي بعض يمشي في سکک المدينة، إذ جاء مروان بن الحکم في حلّة؛ فتي شاب ناصع اللون وقاذ، فقال له: يا کذا وکذا، يا أباالحسن؟ وجعل عليّ يخبره. فلمّا فرغ ولّي من عنده، فنظر في قفاه، ثمّ قال: ويلٌ لاُمّتک منک ومن بنيک إذا شابت ذراعاک.[6] .

5887- الإمام عليّ عليه السلام: لکأ نّي أنظر إلي ضِلّيل قد نعق بالشام، وفحص براياته في ضواحي کوفان. فإذا فغرت فاغرته، واشتدّت شکيمته، وثقُلت في الأرض وطأته، عضّت الفتنة أبناءها بأنيابها، وماجت الحرب بأمواجها، وبدا من الأيّام

[صفحه 133]

کلوحُها،[7] ومن الليالي کدوحُها.[8] فإذا أينع زرعه، وقام علي ينعه، وهدرت شقاشقه، وبرقت بوارقه، عُقدت رايات الفتن المعضلة، وأقبلن کالليل المظلم، والبحر الملتطم. هذا، وکم يخرق الکوفة من قاصف. ويمرّ عليها من عاصف! وعن قليلٍ تلتفّ القرون بالقرون، ويحصد القائم، ويحطم المحصود![9] [10] .



صفحه 132، 133.





  1. يريد قصر المدّة، وکذلک کانت مدّة خلافة مروان؛ فإنّه ولِيَ تسعة أشهر.
  2. الأکْبُش الأربعة بنو عبدالملک؛ الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام، ولم يلِ الخلافة من بني اُميّة ولا من غيرهم أربعة إخوة إلّا هؤلاء (شرح نهج البلاغة: 147:6).
  3. نهج البلاغة: الخطبة 73؛ ربيع الأبرار: 242:4، تذکرة الخواصّ: 78 وليس فيه «وهو أبوالأکْبُش الأربعة».
  4. إرشاد القلوب: 277 عن رباب بن رياح، مشارق أنوار اليقين: 76 وراجع الخرائج والجرائح: 35:197:1.
  5. الطبقات الکبري: 43:5، تاريخ دمشق: 263:57.
  6. تاريخ دمشق: 265:57، کنز العمّال: 31744:361:11.
  7. الکُلُوح: العُبُوس (النهاية: 196:4).
  8. الکدوح: الخُدُوش (النهاية: 155:4).
  9. قال ابن أبي الحديد: هذا کناية عن عبدالملک بن مروان؛ لأنّ هذه الصفات والأمارات فيه أتمّ منها في غيره، لأنّه قام بالشام حين دعا إلي نفسه وهو معني نعيقه، وفحصت راياته بالکوفة، تارةً حين شخص بنفسه إلي العراق وقتل مُصعباً، و تارةً لمّا استخلف الاُمراء علي الکوفة کبشر بن مروان أخيه وغيره، حتي انتهي الأمر إلي الحجّاج وهو زمان اشتداد شکيمة عبدالملک وثِقَل وطأته وحينئذٍ صَعُب الأمر جدّاً، وتفاقمت الفتن مع الخوارج وعبدالرحمن بن الأشعث.

    فلمّا کمل أمر عبدالملک وهو معني «أينع زرعه» هلک، وعقدت رايات الفتن المعضلة من بعده، کحروب أولاده مع بني المهلّب وکحروبهم مع زيد بن عليّ عليه السلام، وکالفتن الکائنة بالکوفة أيّام يوسف بن عمر، وخالد القسري، وعمر بن هُبيرة وغيرهم، وما جري فيها من الظلم واستئصال الأموال وذهاب النفوس.

    وقد قيل: إنّه کني عن معاوية وما حدث في أيّامه من الفتن، وما حدث بعده من فتنة يزيد وعبيداللَّه بن زياد، وواقعة الحسين عليه السلام. والأوّل أرجح؛ لأنّ معاوية في أيّام أميرالمؤمنين عليه السلام کان قد نعق بالشام، ودعاهم إلي نفسه. والکلام يدلّ علي إنسان ينعق فيما بعد، ألا تراه يقول: لکأ نّي أنظر إلي ضِلّيل قد نَعَق بالشام؟ (شرح نهج البلاغة: 99:7).

  10. نهج البلاغة: الخطبة 101.