ما تقع بعده من الفتن











ما تقع بعده من الفتن



5848- الإمام عليّ عليه السلام: لو فقدتموني لرأيتم من بعدي اُموراً يتمنّي أحدکم الموت ممّا يري من أهل الجحود والعدوان من أهل الأثرة، والاستخفاف بحقّ اللَّه تعالي ذکره، والخوف علي نفسه! فإذا کان ذلک فاعتصموا بحبل اللَّه جميعاً ولا تفرّقوا، وعليکم بالصبر والصلاة والتقيّة.[1] .

5849- أنساب الأشراف عن جندب بن عبداللَّه الأزدي: إنّ عليّاً خطبهم حين استنفرهم إلي الشام بعد النهروان فلم ينفروا فقال:... أما إنّکم ستلقون بعدي ذلّاً شاملاً، وسيفاً قاطعاً، وأثرة يتّخذها الظالمون فيکم سنّة، فيفرّق جماعتکم، ويبکي عيونکم، ويدخل الفقر بيوتکم، وتتمنّون عن قليل أ نّکم رأيتموني فنصرتموني، فستعلمون حقّ ما أقول ولا يبعد اللَّه إلّا من ظلم وأثم.[2] .

5850- شرح نهج البلاغة عن زياد بن فلان: کنّا في بيتٍ مع عليّ عليه السلام نحن شيعته وخواصّه، فالتفت فلم ينکر منّا أحداً، فقال:

[صفحه 117]

إنّ هؤلاء القوم سيظهرون عليکم، فيقطعون أيديکم، ويسملون أعينکم.

فقال رجلٌ منّا: وأنت حيّ يا أميرالمؤمنين؟ قال: أعاذني اللَّه من ذلک.

فالتفتّ فإذا واحدٌ يبکي، فقال له: يابن الحمقاء، أ تريد اللذّات في الدنيا والدرجات في الآخرة؟! إنّما وعد اللَّه الصابرين.[3] .

5851- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبته لأهل الکوفة-: سيُسلّط عليکم من بعدي سلطان صعب، لا يوقّر کبيرکم، ولا يرحم صغيرکم، ولا يکرم عالمکم، ولا يقسم الفي ء بالسويّة بينکم، وليضربنّکم ويذلّنّکم ويجمّرنّکم[4] في المغازي ويقطعنّ سبيلکم، وليحجبنّکم علي بابه، حتي يأکل قويّکم ضعيفکم، ثمّ لا يبعد اللَّه إلّا من ظلم منکم، ولقلّما أدبر شي ء ثمّ أقبل، وإنّي لأظنّکم في فترة.[5] .

5852- عنه عليه السلام: أيّها الناس، إنّي دعوتکم إلي الحقّ فتلوّيتم عليَّ، وضربتکم بالدرّة فأعييتموني، أما إنّه سيليکم من بعدي ولاة لا يرضون منکم بهذا حتي يعذّبوکم بالسياط وبالحديد، إنّه من عذّب الناس في الدنيا عذّبه اللَّه في الآخرة. وآية ذلک أن يأتيکم صاحب اليمن حتي يحلّ بين أظهرکم، فيأخذ العمّال وعمّال العمّال رجل يقال له: يوسف بن عمر.[6] [7] .

[صفحه 118]

5853- عنه عليه السلام: يأتي من بعدکم زمان يُنکر فيه الحقّ تسعة أعشِرائهم، لا ينجو فيه إلّا کلّ نُوَمَة.[8] [9] .

5854- معاني الأخبار عن أبي الطفيل عن الإمام عليّ عليه السلام: إنّ بعدي فتناً مظلمة، عمياء مشکّکة، لا يبقي فيها إلّا النُّوَمة.

قيل: وما النُّوَمة يا أميرالمؤمنين؟

قال: الذي لا يدري الناس ما في نفسه.[10] .

5855- الإمام عليّ عليه السلام: سيأتي عليکم من بعدي زمان ليس في ذلک الزمان شي ء أخفي من الحقّ، ولا أظهر من الباطل، ولا أکثر من الکذب علي اللَّه تعالي ورسوله صلي الله عليه و سلم، وليس عند أهل ذلک الزمان سلعة أبور من الکتاب إذا تلي حقّ تلاوته، ولا سلعة أنفق بيعاً ولا أغلي ثمناً من الکتاب إذا حُرّف عن مواضعه، وليس في العباد ولا في البلاد شي ء هو أنکر من المعروف ولا أعرف من المنکر، وليس فيها فاحشة أنکر، ولا عقوبة أنکي من الهدي عند الضلال في ذلک الزمان، فقد نبذ الکتاب حملته، وتناساه حفظته حتي تمالت بهم الأهواء، وتوارثوا ذلک من الآباء، وعملوا بتحريف الکتاب کذباً وتکذيباً، فباعوه بالبخس وکانوا فيه من الزاهدين.[11] .

5856- عنه عليه السلام- من خطبة له يصف فيها الزمان المقبل-: إنّه سيأتي عليکم من

[صفحه 119]

بعدي زمان ليس فيه شي ء أخفي من الحقّ، ولا أظهر من الباطل، ولا أکثر من الکذب علي اللَّه ورسوله، وليس عند أهل ذلک الزمان سلعة أبور من الکتاب إذا تلي حقّ تلاوته، ولا أنفق منه إذا حُرّف عن مواضعه، ولا في البلاد شي ء أنکر من المعروف، ولا أعرف من المنکر! فقد نبذ الکتابَ حملتُه، وتناساه حفظتُه: فالکتاب يومئذٍ وأهله طريدان منفيّان، وصاحبان مُصطحبان في طريق واحد لا يُؤويهما مؤوٍ!

فالکتاب وأهله في ذلک الزمان في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم! لأنّ الضلالة لا توافق الهدي، وإن اجتمعا. فاجتمع القوم علي الفُرقة، وافترقوا علي الجماعة، کأ نّهم أئمّة الکتاب وليس الکتابُ إمامَهم، فلم يبقَ عندهم منه إلّا اسمه، ولا يعرفون إلّا خطّه وزَبره.[12] ومن قبل ما مثّلوا بالصالحين کلّ مُثلة، وسمّوا صدقهم علي اللَّه فرية، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيّئة.[13] .

5857- عنه عليه السلام- من خطبة له يصف فيها آخر الزمان-: أيّها الناس! سيأتي عليکم زمانٌ يُکفأ فيه الإسلام کما يُکفأ الإناء بما فيه.[14] .

5858- عنه عليه السلام: يأتي علي الناس زمان لا يبقي فيهم من القرآن إلّا رسمه، ومن الإسلام إلّا اسمه. ومساجدهم يومئذٍ عامرة من البناء، خراب من الهدي، سکّانها وعُمّارها شرّ أهل الأرض، منهم تخرج الفتنة، وإليهم تأوي الخطيئة، يَرُدّون من شذّ عنها فيها، ويسوقون من تأخّر عنها إليها. يقول اللَّه سبحانه: فبي حلفتُ لأبعثنّ علي اُولئک فتنةً تترک الحليم فيها حيران. وقد فعل، ونحن نستقيل

[صفحه 120]

اللَّه عثرة الغفلة.[15] .

راجع: القسم الخامس عشر/ کيد أعدائه لإطفاء نوره/ إخبار الإمام عن سبّه والبراءة منه.



صفحه 117، 118، 119، 120.





  1. الخصال: 10:626 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام، تحف العقول: 115، تفسير فرات: 499:367.
  2. أنساب الأشراف: 154:3، الإمامة والسياسة: 171:1، المعيار والموازنة: 186؛ تاريخ اليعقوبي: 193:2، الغارات: 482:2 عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، شرح الأخبار: 441:73:2، دعائم الإسلام: 391:1، المناقب لابن شهر آشوب: 272:2 کلّها نحوه.
  3. شرح نهج البلاغة: 109:4.
  4. تجمير الجند: أن يحبسهم في أرض العدوّ (لسان العرب: 146:4).
  5. الإرشاد: 281:1، الاحتجاج: 89:414:1.
  6. ابن محمّد بن الحکم بن أبي عقيل الثقفي، أمير العراقين وخراسان لهشام، ثمّ أمّره الوليد بن يزيد، وکان مهيباً، جبّاراً، وکان من أقارب الحجّاج بن يوسف (سير أعلام النبلاء: 197:442:5).
  7. الإرشاد: 322:1، الغارات: 458:2 عن زيد بن عليّ بن أبي طالب، الخرائج والجرائح: 45:203:1 نحوه؛ شرح نهج البلاغة: 306:2 عن زيد بن عليّ.
  8. النُّوَمَة: الخامل الذِّکر الذي لا يُؤبَه له (النهاية: 131:5).
  9. عيون الأخبار لابن قتيبة: 352:2 عن أوفي بن دلهم.
  10. معاني الأخبار: 1:166.
  11. الکافي: 586:387:8 عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه، بحارالأنوار: 34:366:77.
  12. زَبَرتُ الکتاب أزْبُره: إذا أتْقَنتُ کتابته (النهاية: 293:2).
  13. نهج البلاغة: الخطبة 147.
  14. نهج البلاغة: الخطبة 103.
  15. نهج البلاغة: الحکمة 369.