مصير الخوارج











مصير الخوارج



5847- الإمام عليّ عليه السلام- لمّا عزم علي حرب الخوارج-: مصارعهم دون النطفة. واللَّه لا يُفلِت منهم عشرة، ولا يَهلک منکم عشرة![1] .

قال ابن أبي الحديد في شرح کلامه عليه السلام: هذا الخبر من الأخبار التي تکاد تکون متواترة لاشتهاره ونقل الناس کافّة له، وهو من معجزاته وأخباره المفصّلة عن الغيوب.

الأخبار علي قسمين: أحدهما الأخبار المجملة، ولا إعجاز فيها، نحو أن يقول الرجل لأصحابه: إنّکم ستنصرون علي هذه الفئة التي تلقونها غداً، فإن نُصِر جعل ذلک حُجّة له عند أصحابه وسمّاها معجزة وإن لم ينصر قال لهم: تغيرت نيّاتکم وشککتم في قولي، فمنعکم اللَّه نصره، ونحو ذلک من القول، ولأنّه قد جرت العادة أنّ الملوک والرؤساء يَعِدون أصحابهم بالظفر والنصر، ويُمنّونهم الدُّوَل، فلا يدل وقوع ما يقع من ذلک علي إخبار عن غيب يتضمّن إعجازاً.

و القسم الثاني: في الأخبار المفصّلة عن الغيوب، مثل هذا الخبر، فإنّه لا يحتمل التلبيس لتقييده بالعدد المعيّن في أصحابه وفي الخوارج، ووقوع الأمر بعد الحرب بموجبه من غير زيادة ولا نقصان، وذلک أمرٌ إلهي عرفه من جهة رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم وعرفه رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم من جهة اللَّه سبحانه، والقوّة البشريّة تقصُر عن

[صفحه 116]

إدراک مثل هذا، ولقد کان له من هذا الباب ما لم يکن لغيره.[2] .

راجع: القسم السادس/ وقعة النهروان/ إخبار الإمام بما سيقع في الحرب، وإخبار الإمام باستمرار طريقتهم في التاريخ.



صفحه 116.





  1. نهج البلاغة: الخطبة 59؛ ينابيع المودّة: 4:206:1.
  2. شرح نهج البلاغة: 3:5؛ بحارالأنوار: 318:41.