استشهاد الحسين في كربلاء











استشهاد الحسين في کربلاء



5833- کامل الزيارات عن أبي عبداللَّه الجدلي: دخلت علي أميرالمؤمنين والحسين عليهماالسلام إلي جنبه، فضرب بيده علي کتف الحسين عليه السلام، ثمّ قال: إنّ هذا يقتل ولا ينصره أحد. قال: قلت: يا أميرالمؤمنين، واللَّه إنّ تلک لحياة سوء. قال: إنّ ذلک لکائن.[1] .

5834- الإرشاد عن إسماعيل بن زياد: إنّ عليّاً عليه السلام قال للبراء بن عازب يوماً: يا براء، يقتل ابني الحسين وأنت حيّ لا تنصره.

فلمّا قُتل الحسين بن عليّ عليهماالسلام کان البراء بن عازب يقول: صدق- واللَّه- عليّ

[صفحه 108]

بن أبي طالب، قُتل الحسين ولم أنصره. ثمّ يُظهر الحسرة علي ذلک والندم.[2] .

5835- الإرشاد عن جويرية بن مسهر العبدي: لمّا توجّهنا مع أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلي صفّين، فبلغنا طفوف کربلاء، وقف عليه السلام ناحيةً من العسکر، ثمّ نظر يميناً وشمالاً واستعبر ثمّ قال: هذا- واللَّه- مناخ رکابهم وموضع منيّتهم.

فقيل له: يا أميرالمؤمنين، ما هذا الموضع؟

قال: هذا کربلاء، يقتل فيه قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب. ثمّ سار.[3] .

5836- المعجم الکبير عن أبي حبرة: صحبت عليّاً رضي الله عنه حتي أتي الکوفة، فصعد المنبر فحمد اللَّه وأثني عليه، ثمّ قال: کيف أنتم إذا نزل بذرّيّة نبيّکم بين ظهرانيکم؟

قالوا: إذاً نُبْلي اللَّه فيهم بلاءً حسناً.

فقال: والذي نفسي بيده، لينزلنّ بين ظهرانيکم ولتخرجنّ إليهم فلتقتلنّهم، ثمّ أقبل يقول:


هم أوردوهم بالغَرور وعرَّدوا[4] .
أحبّوا نجاةً لا نجاةَ ولا عُذرَ[5] .


5837- مسند ابن حنبل عن عبداللَّه بن نُجَيّ عن أبيه: إنّه سار مع عليّ رضي الله عنه وکان

[صفحه 109]

صاحب مطهرته،[6] فلمّا حاذي نينوي وهو منطلق إلي صفّين فنادي عليّ رضي الله عنه: اصبر أباعبداللَّه، اصبر أباعبداللَّه بشطّ الفرات.

قلت: وماذا؟

قال: دخلت علي النبيّ صلي الله عليه و سلم ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبيّ اللَّه، أغضبکَ أحدٌ، ما شأن عينيک تفيضان؟

قال: بل قام من عندي جبريل قبل فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات. قال: فقال: هل لک إلي أن أشمّک من تربته؟

قال: قلت: نعم.

فمدّ يده فقبض قبضةً من ترابٍ فأعطانيها، فلم أملک عينيّ أن فاضتا.[7] .

5838- مقتل الحسين للخوارزمي عن الحاکم الجشمي: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا سار إلي صفّين نزل بکربلاء وقال لابن عبّاس: أتدري ما هذه البقعة؟

قال: لا.

قال: لو عرفتها لبکيت بکائي. ثمّ بکي بکاءً شديداً، ثمّ قال: ما لي ولآل أبي سفيان؟!

ثمّ التفت إلي الحسين وقال: صبراً يا بنيّ فقد لقي أبوک منهم مثل الذي تلقي

[صفحه 110]

بعده.[8] .

5839- اُسد الغابة عن غرفة الأزدي: دخلني شکّ من شأن عليّ، فخرجت معه علي شاطئ الفرات، فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله، فقال بيده: هذا موضع رواحلهم ومُناخ رکابهم ومُهراق دمائهم، بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلّا اللَّه.

فلمّا قُتِلَ الحسين خرجت حتي اتيت المکان الذي قتلوه فيه، فإذا هو کما قال، ما أخطأ شيئاً. قال: فاستغفرت اللَّه ممّا کان منّي من الشکّ، وعلمت أنّ عليّاً رضي الله عنه لم يقدم إلّا بما عُهِدَ إليه فيه.[9] .

5840- الطبقات الکبري عن أبي عبيدالضبّي: دخلنا علي أبي هرثم الضبّي حين أقبل من صفّين- وهو مع عليّ- وهو جالس علي دکّان،[10] وله امرأة يقال لها: جرداء، هي أشدّ حبّاً لعليّ وأشدّ لقوله تصديقاً. فجاءت شاة فبعرت، فقال: لقد ذکّرني بعر هذه الشاة حديثاً لعليّ.

قالوا: وما علم عليّ بهذا؟

قال: أقبلنا مرجعنا من صفّين فنزلنا کربلاء، فصلّي بنا عليّ صلاة الفجر بين شجرات ودَوحات حَرْمَل، ثمّ أخذ کفّاً من بعر الغزلان فشمّه، ثمّ قال: أوْهِ، أوْهِ، يقتل بهذا الغائط[11] قوم يدخلون الجنّة بغير حساب.

[صفحه 111]

قال: قالت جرداء: وما تنکر من هذا؟! هو أعلم بما قال منک، نادت بذلک وهي في جوف البيت.[12] .

5841- تاريخ دمشق عن هرثمة بن سلمي: خرجنا مع عليّ في بعض غزوه، فسار حتي انتهي إلي کربلاء، فنزل إلي شجرةٍ فصلّي إليها، فأخذ تربة من الأرض فشمّها، ثمّ قال: واهاً لک تربة! ليقتلنّ بک قوم يدخلون الجنّة بغير حساب.

قال: فقفلنا من غزواتنا، وقتل عليّ، ونسيت الحديث.

قال: وکنت في الجيش الذين ساروا إلي الحسين، فلمّا انتهيت إليه نظرت إلي الشجرة فذکرت الحديث، فتقدّمت علي فرس لي فقلت: اُبشّرک ابن بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، وحدّثته الحديث.

قال: معنا أو علينا؟

قلت: لا معک ولا عليک، ترکت عيالاً، وترکت.

قال: أمّا لا فولِّ في الأرض، فوَالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلّا دخل جهنّم.

قال: فانطلقت هارباً مولّياً في الأرض حتي خفي عليَّ مقتله.[13] .

5842- وقعة صفّين عن أبي عبيدة عن هرثمة بن سليم: غزونا مع عليّ بن أبي طالب غزوة صفّين، فلمّا نزلنا بکربلاء صلّي بنا صلاة، فلمّا سلّم رفع إليه من

[صفحه 112]

تربتها فشمّها، ثمّ قال:

واهاً لک أيّتها التربة، ليحشرنّ منک قوم يدخلون الجنّة بغير حساب.

فلمّا رجع هرثمة من غزوته إلي امرأته- وهي جرداء بنت سمير، وکانت شيعةً لعليّ- فقال لها زوجها هرثمة: ألا اُعجّبک من صديقک أبي الحسن؟ لمّا نزلنا کربلاء رفع إليه من تربتها فشمّها وقال: واهاً لک يا تربة، ليحشرنّ منک قوم يدخلون الجنّة بغير حساب! وما علمه بالغيب؟

فقالت: دعنا منک أيّها الرجل، فإنّ أميرالمؤمنين لم يقل إلّا حقّاً.

فلمّا بعث عبيداللَّه بن زياد البعث الذي بعثه إلي الحسين بن عليّ وأصحابه، قال: کنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم، فلمّا انتهيت إلي القوم وحسين وأصحابه عرفت المنزل الذي نزل بنا عليٌّ فيه، والبقعة التي رفع إليه من ترابها، والقول الذي قاله، فکرهت مسيري، فأقبلت علي فرسي حتي وقفت علي الحسين، فسلّمت عليه، وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل.

فقال الحسين: معنا أنت أو علينا؟

فقلت: يابن رسول اللَّه، لا معک ولا عليک، ترکت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد.

فقال الحسين: فولِّ هرباً حتي لا تري لنا مقتلاً، فوالذي نفس محمّد بيده لا يري مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلّا أدخله اللَّه النار.

قال: فأقبلت في الأرض هارباً حتي خفي عليَّ مقتله.[14] .

[صفحه 113]

5843- الإمام عليّ عليه السلام: کأ نّي بالقصور قد شيّدت حول قبر الحسين، وکأ نّي بالمحامل تخرج من الکوفة إلي قبر الحسين، ولا تذهب الليالي والأيّام حتي يسار إليه من الآفاق، وذلک عند انقطاع ملک بني مروان.[15] .



صفحه 108، 109، 110، 111، 112، 113.





  1. کامل الزيارات: 176:149 وراجع رجال الکشّي: 147:307:1.
  2. الإرشاد: 331:1، المناقب لابن شهر آشوب: 270:2 نحوه.
  3. الإرشاد: 332:1 وراجع خصائص الأئمّة عليهم السلام: 47 وقرب الإسناد: 87:26 ووقعة صفّين: 142 وکامل الزيارات: 685:453 وذخائر العقبي: 174.
  4. عرَّدوا: أي فرّوا وأعرضوا (النهاية: 204:3).
  5. المعجم الکبير: 2823:110:3؛ المناقب لابن شهر آشوب: 270:2 عن عمر بن محمّد الزيّات نحوه.
  6. المِطْهَرة: الإناءُ الذي يُتَوَضّأُ به ويُتطَهَّر به (لسان العرب: 506:4).
  7. مسند ابن حنبل: 648:184:1، مسند أبي يعلي: 358:206:1، تهذيب التهذيب: 1577:589:1، الطبقات الکبري (الطبقة الخامسة): 417:429:1 عن عامر الشعبي، تاريخ دمشق: 3517:187:14، المعجم الکبير: 2811:105:3 نحوه؛ الملاحم والفتن: 344:237 و ص 484:333.
  8. مقتل الحسين للخوارزمي: 162:1.
  9. اُسد الغابة: 4173:322:4 وراجع تاريخ دمشق: 198:14.
  10. الدُّکّان: الدکّة المبنيّة للجلوس عليها (لسان العرب: 157:13).
  11. الغائط: المتّسع من الأرض مع طمأنينة (لسان العرب: 364:7).
  12. الطبقات الکبري (الطبقة الخامسة): 420:432:1، تاريخ دمشق: 198:14 عن أبي عبداللَّه الضبّي؛ شرح الأخبار: 1077:136:3، المناقب للکوفي: 514:26:2 کلاهما نحوه وراجع تهذيب التهذيب: 1577:590:1 ومقتل الحسين للخوارزمي: 165:1.
  13. تاريخ دمشق: 222:14؛ الملاحم والفتن: 488:335 نحوه.
  14. وقعة صفّين: 140، الأمالي للصدوق: 213:199 عن هرثمة بن أبي مسلم، شرح الأخبار: 1083:141:3 عن هزيمة بن سلمة وکلاهما نحوه.
  15. عيون أخبار الرضا: 190:48:2 عن أحمد بن عامر وأحمد بن عبداللَّه الهروي وداود بن سليمان عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام: 161:248 عن الإمام زين العابدين عليه السلام، بحارالأنوار: 9:287:41.