حديث الغدير











حديث الغدير



فنقول:

إن کلمة «حديث الغدير» تتضمن إشارة إلي حادثة تاريخية وقعت في السنة الأخيرة من حياة الرسول الأکرم [صلي الله عليه وآله]. وبالذات في الأشهر الأخيرة منها. حيث إنه صلي الله عليه وآله قد حج حجته المعروفة

[صفحه 14]

بـ «حجة الوداع» ـ وهي الحجة الوحيدة له صلي الله عليه وآله ـ فلما قضي مناسکه، انصرف راجعاً إلي المدينة، ومعه جموع غفيرة تعد بعشرات الألوف من المسلمين، فلما بلغ موضعاً يقال له: «غدير خم»: في منطقة الجحفة، التي هي بمثابة مفترق، تتشعب منه طرق المصريين، والمدنيين، والعراقيين، وبلاد الشام.

نزل جبرائيل عليه في ذلک الموضع، في يوم الخميس، في الثامن عشر من ذي الحجة بقوله تعالي: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْکَ مِن رَّبِّکَ}[1] ، حيث أمره الله سبحانه أن يقيم علياً إماماً للأمة، ويبلغهم أمر الله سبحانه فيه.

فأمر الرسول [صلي الله عليه وآله] برد من تقدم من الناس، وحبس من تأخر منهم. ثم صلي بهم الظهر، وبعدها قام بهم خطيباً علي أقتاب الإبل، وذلک في حر الهاجرة. وأعلن، وهو آخذ بضبع علي [عليه السلام]: أن علياً أمير المؤمنين، ووليهم، کولاية رسول الله [صلي الله عليه وآله] لهم. حيث قال:

«من کنت مولاه فعلي مولاه «قاله ثلاث أو أربع مرات» اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله..».

[صفحه 15]

فنزلت الآية الکريمة: {الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}[2] .

ثم طفق القوم من الصحابة يهنئون أمير المؤمنين [عليه السلام]، وفي مقدمتهم الشيخان: أبو بکر، وعمر، وغيرهما من المعروفين من صحابة رسول الله [صلي الله عليه وآله][3] .

هذه صورة موجزة عن هذه القضية ذکرناها توطئة، وتمهيداً للبحث الذي هو محط نظرنا، فإلي ما يلي من مطالب وصفحات.



صفحه 14، 15.





  1. الآية 67 من سورة المائدة.
  2. الآية 3 من سورة المائدة.
  3. راجع: الغدير للعلامة الأميني ج1 ص 9 ـ 12 وغيرها من الصفحات.