خلاصة وبيان











خلاصة وبيان



وبعد ما تقدم، فإنه يصبح واضحاً أن الرسول الأکرم [صلي الله عليه وآله] کان يواجه عاصفة من التحدي، والإصرار علي إفشال الخطط الإلهية، بأي ثمن کان، وبأي وسيلة کانت!

وأن التدخل الإلهي، والتهديد القرآني إنما هو موجه إلي العناصر التي أثارت تلک العاصفة، لإفهامهم: أن إصرارهم علي التحدي، يوازي في خطورته وفي زيف نتائجه، وقوفهم في وجه الدعوة الإلهية من الأساس، وقد حَسَم هذا التدخل الموقف، ولجم التيار، لاسيما بعد أن صرح القرآن بکفر من يتصدي، ويتحدي، وتعهد بالحماية والعصمة له [صلي الله عليه وآله]:

{وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْکَافِرِينَ}[1] .

[صفحه 92]

وإذا کان الله سبحانه هو الذي سيتصدي لکل معاند وجاحد، فمن الواضح: أنه ليس بمقدور أحد أن يقف في وجه الإرادة الإلهية، فما عليهم إلا أن ينسحبوا من ساحة التحدي، من أجل أن يقيم الله حجته، ويبلغ الرسول [صلي الله عليه وآله] دينه ورسالته.

وليبوؤوا بإثم المکر والبغي، وليحملوا وزر النکث والخيانة.. والله لا يهدي کيد الخائنين.

[صفحه 94]



صفحه 92، 94.





  1. الآية 67 من سورة المائدة.