قريش وخلافة بني هاشم











قريش وخلافة بني هاشم



قد عرفنا في الفصل السابق: أن قريشاً، ومن هم علي رأيها هم الذين کانوا يخططون لصرف الأمر عن بني هاشم، وبالذات عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [عليه الصلاة والسلام]، ويتصدون لملاحقته ومتابعته في جميع تفاصيله وجزئياته.

وقد رأوا: أن رسول الله [صلي الله عليه وآله] کان في مختلف المواقع والمواضع لا يزال يهتف باسمه، ويؤکد علي إمامته، ولم يکن في مصلحتهم أن يعلن بذلک أمام تلک الجموع الغفيرة، التي جاءت للحج من جميع الأقطار والأمصار، ولأجل ذلک فقد بادروا إلي التشويش والإخلال بالنظام. قريش بالذات هي التي قصدت النبي [صلي الله عليه وآله]

[صفحه 80]

في منزله بعد هذا الموقف مباشرة لتستوضح منه ماذا يکون بعد هؤلاء الأئمة.

فکان الجواب: ثم يکون الهرج. وفي نص آخر: [الفرج]، کما رواه الخزاز[1] .

والظاهر: أن هذا هو الصحيح..

وقد رأي النبي [صلي الله عليه وآله]: أن مجرد التلميح لهذا الأمر، قد دفعهم إلي هذا المستوي من الإسفاف والإسراف في التحدي لإرادة الله سبحانه. ولشخص النبي [صلي الله عليه وآله]، دون أن يمنعهم من ذلک شرف المکان، ولا خصوصية الزمان، ولا قداسة المتکلم، وشأنه وکرامته.

فکيف لو أنه [صلي الله عليه وآله] صرح بذلک وجهر باسمه [عليه الصلاة والسلام]، فقد يصدر منهم ما هو أمر وأدهي، وأشر وأقبح، وأشد خطراً علي الإسلام، وعلي مستقبله بصورة عامة.

وقد فضح الله بذلک أمر هؤلاء المتظاهرين بغير حقيقتهم، أمام فئات من الناس، جاءت للحج من کل حدب وصوب، وسيرجعون بذکريات مرة عن هؤلاء الناس ليحدثوا بها أهلهم، وأصدقاءهم، وزوارهم.. في زمان کان الرجوع من سفر کهذا، والنجاة من أخطاره ومشقاته، بمثابة ولادة جديدة..



صفحه 80.





  1. راجع: کفاية الأثر ص52، ويقارن ذلک مع ما في إحقاق الحق [الملحقات] وغيبة النعماني وغيرهما. فإنهم صرحوا بان قريشاً هي التي أتته.