كلهم من قريش











کلهم من قريش



قد ذکرت الروايات أنه [صلي الله عليه وآله] قد قال: «کلهم من قريش»..

والسؤال هو:

هل قال رسول الله صلي الله عليه وآله ذلک حقاً؟!

وإذا کان قد قاله، فما هو السبب في ذلک؟

ألا يعتبر ذلک نوعاً من التخفيف من لهجة رفض المنطق القبلي؟

أضف إلي ذلک: أن ما تقدم من حقيقة الموقف الظالم لقريش، ومن هم علي رأيها، وخططهم التي تستهدف تقويض حاکمية خط الإمامة، قد يشجع علي استبعاد صدور کلمة «کلهم من قريش» منه صلي الله عليه وآله.. وترجيح أن تکون العبارة التي لم يسمعها جابر بن سمرة، وأنس، وعمر بن الخطاب، وعبد الملک بن عمير، وأبو جحيفة، بسبب ما أثاره المغرضون من ضجيج، هي عبارة: «کلهم من بني هاشم». کما ورد في بعض النصوص[1] .

وهي الرواية التي استقر بها القندوزي الحنفي، علي

[صفحه 70]

أساس: أنهم «لا يحسّنون خلافة بني هاشم»[2] .

غير أننا نقول: إننا نرجح أن يکون [صلي الله عليه وآله] قد قال الکلمتين معاً، أي أنه [صلي الله عليه وآله] قال: «کلهم من قريش، کلهم من بني هاشم». ويکون ذکر الفقرة الأولي توطئة، وتمهيداً لذکر الثانية؛ ولکن قريشاً قد عرفت ما يرمي إليه صلي الله عليه وآله، خصوصاً بعد أن ذکر لهم حديث الثقلين، فثارت ثائرتها هي وأنصارها، وعجوا وضجوا، وقاموا وقعدوا..!!

وإلا.. فإن قريشاً، ومن يدور في فلکها لم يکن يغضبهم قوله [صلي الله عليه وآله]: «کلهم من قريش» بل ذلک يسرهم، ويفرحهم، لأنه هو الأمر الذي ما فتئوا يسعون إليه، بکل ما أوتوا من قوة وحول، ويخططون ويتآمرون، ويعادون، ويحالفون من أجله، وعلي أساسه، فلماذا الهياج والضجيج، ولماذا الصخب والعجيج، لو کان الأمر هو ذلک؟!.



صفحه 70.





  1. ينابيع المودة: ص 445 عن مودة القربي، وراجع: منتخب الأثر: ص 14 وهامش ص 15 عنه.
  2. ينابيع المودة: ص 446.