الرسول والمتآمرون
ويکفي أن نذکر هنا: أن تأخيره صلي الله عليه وآله إبلاغ ما أنزل إليه في شأن الإمامة والولاية، قد کان بسبب المعارضة الکبيرة التي يجدها لدي قريش، التي کانت لا تتورع عن اتهام شخص الرسول [صلي الله [صفحه 50] عليه وآله]، والطعن في نزاهته، وفي خلوص عمله ونيته. وقد صرحت طائفة من النصوص المتقدمة بأن قريشاً کانت رائدة هذا الاتجاه، وهي التي تتصدي وتتحدي، وإليک نموذجاً أخر من تصريحات الرسول [صلي الله عليه وآله] الدالة علي معرفته بهؤلاء المتآمرين، ووقوفه علي حقيقة نواياهم في خصوص هذا الأمر. وبالنسبة لقضية الغدير بالذات.
ونحن إذا رجعنا إلي کلمات الرسول الأعظم [صلي الله عليه وآله]، المنقولة لنا بصور متعددة، وفي موارد مختلفة، فإننا نجد، أنه [صلي الله عليه وآله] کان يؤکد علي معرفته بنوايا المتآمرين من قومه قريش تجاه أهل بيته عموماً، وأمير المؤمنين علي [عليه السلام] بصورة خاصة، وقد تقدم عنه [صلي الله عليه وآله] بعض من ذلک، وما ترکناه أکثر من أن يحاط به بسهولة، لکثرته، وتنوعه.
صفحه 50.