مقدمة الطبعة الثانية











مقدمة الطبعة الثانية



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الخلق محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فإن بحث «الغدير والمعارضون» قد عالج بعض ما يرتبط بقضية الغدير، بطريقة موجزة، ولکنه ولا شک قد سلط الضوء علي أمر قلما تعرض له الباحثون والدارسون لقضايا التاريخ والإمامة.

هذا الأمر الذي کان من الضروري إيضاح ولفت الأنظار إليه، ليحتل موقعه المناسب في التصور العام لحقيقة ما جري بالنسبة لأخطر قضية في تاريخ الإسلام وأشدها حساسية.

وقد ظهر من خلال هذا البحث: أن إيضاح الواقع التاريخي، ومعرفة کل الظروف والأحداث التي أحاطت بهذا الأمر من شأنها أن تحل الکثير من العقد، وتزيل الشبهات التي حاول المغرضون أن يثيروها حول طبيعة هذا الأمر، وغاياته، وظروفه التي نشأ فيها.

علي أننا لا نظلم أحداً إذا قلنا: إنه ليس من حق أي کان أن يشک في هذه القضية، أعني قضية النص علي أمير المؤمنين بالإمامة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، فإنها من الأمور الثابتة، التي لا يجوز لأي عاقل أو منصف أن يرتاب فيها. وذلک لصراحة النصوص القرآنية، والتواتر القاطع لکل عذر، مع صراحة الدلالة للنصوص النبوية المثبتة لإمامة علي [عليه السلام].

[صفحه 6]

فمحاولة إثارة الشبهات في الدلالة القرآنية، بادعاء أنها ظاهرة، وليست نصاً، أو التشکيک في سند أو دلالة النصوص النبوية لا ينبغي الوقوف عندها، والإلتفات إليها. وعلي الإنسان أن ينصف نفسه ويحترم ضمييره ووجدانه، وإنسانيته. ففي ذلک رضا الله سبحانه، وهو ولينا وهو الهادي إلي سواء السبيل.

جعفر مرتضي العاملي

9 / 2 / 1417 هـ ق.

[صفحه 7]



صفحه 6، 7.