نبذة من الأخبار المأثورة في هذا المجال











نبذة من الأخبار المأثورة في هذا المجال



ولنذکر هنا بعض ما ورد من الأخبار في هذا الباب توضيحاً للبحث وتتميماً للفائدة:

روي ابن عساکر الشافعي بسنده عن ابن الطبّال، قال: سمعت محمّد بن فضيل يقول: سمعت ابن شبرمة يقول: ما کان أحدٌ علي المنبر يقول: سلوني عمّا بين اللوحين إلّا عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[1] .

وعنه أيضاً: عن سعيد بن المسيّب، قال: لم يکن أحد من أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله يقول: «سلوني» إلّا عليّ عليه السلام.[2] .

وعنه أيضاً: عن خالد بن عَرعَرة، قال: أتيتُ الرُّحبة فإذا أنا بنفرٍ جلوس، قريب من ثلاثين أو أربعين رجلاً، فقعدت فيهم، فخرج علينا عليّ عليه السلام، فما رأيته أنکر أحداً من القوم غيري، فقال: «ألا رجل يسألني فينتفع وينفع نفسه».[3] .

و روي الشيخ المفيد: عن سعد الکناني، عن الأصبغ بن نباتة، قال: لمّا بويع أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة خرج إلي المسجد معمّماً بعمامة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لابساً بردته، فصعد المنبر، فحمد اللَّه وأثني عليه ووعظ وأنذر ثمّ جلس متمکّناً وشبّک بين أصابعه ووضعها أسفل سُرّته، ثمّ قال:

«يا معشر النّاس، سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني فإنّ عندي علمُ الأوّلين والآخرين، أما واللَّه لو ثُنيت لي الوسادة لحکمتُ بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتّي ينهي کلّ کتاب من هذه الکتب ويقول: يا ربّ إنّ عليّاً قضي بقضائک. واللَّه إنّي لأعلم بالقرآن وتأويله من کلّ مدّعٍ علمه، ولولا آية في کتاب اللَّه تعالي لأخبرتکم بما يکون إلي يوم القيامة».

ثمّ قال: «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالّذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية لأخبرتکم بوقت نزولها وفيم نزلت، وأنبأتکم بناسخها من منسوخها، وخاصّها من عامّها، ومحکمها من متشابهها، ومکّيها من مدنيّها، واللَّه، ما من فئة تضلّ أو تهدي إلّا وأنا أعرف قائدها وسائقها وناعقها إلي يوم القيامة».[4] .

وروي ابن حجر العسقلاني، قال: کان عليّ عليه السلام يقول: «سلوني، سلوني وسلوني عن کتاب اللَّه، فواللَّه ما من آية إلّا وأنا أعلم أنزلتْ بليلٍ أو نهار».[5] .

روي ابن عبدالبرّ المالکي عن معمر، عن وهب بن عبداللَّه، عن أبي الطفيل، قال: شهدت عليّاً عليه السلام يخطب وهو يقول: «سلوني، فواللَّه لا تسألوني عن شي ء إلّا أخبرتکم، وسلوني عن کتاب اللَّه، فواللَّه ما من آية إلّا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهارٍ، أم في سهل أم في جبل».[6] .

وروي الجويني عن أبي سعيد: أنّ عليّاً عليه السلام صعد علي منبر الکوفة وعليه مدرعة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهو متقلّد بسيفه ومتعمّم بعمامته صلي الله عليه و آله، فلجس علي المنبر وکشف عن بطنه. فقال: «سلوني قبل أن تفقدوني، فإنّما بين الجوانح منّي علمٌ جمٌّ، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، هذا ما زقّني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله زقّاً زقّاً، فواللَّه لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الإنجيل بإنجيلهم حتّي ينطق اللَّه التوراة والإنجيل فيقولان: صدق عليّ قد أفتاکم بما أنزل فيّ وأنتم تتلون الکتاب أفلا تعقلون».[7] .

و رواه أيضاً بسنده عن زاذان، قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول: «والّذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة لو کسرت لي الوسادة فجلست عليه لحکمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم. والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ما من رجلٍ من قريش جرت عليه المواسي إلّا وأنا أعرف (له) آية تسوقه إلي جنّة أو تقوده إلي نار، فقام رجل، فقال: ما آيتک يا أمير المؤمنين الّتي نزلت فيک؟ قال: «أَفَمَن کَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ»[8] فرسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي بيّنة من ربّه، وأنا الشاهد منه أتلوه»، أي أتّبعه.[9] .

روي صاحب کتاب الامام عليّ عليه السلام عن محمّد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول): قال عليّ عليه السلام مرّة: «سلوني عن طرق السماوات، فإنّي أعرف بها من طرق الأرض».

وقال مرّة: «لو شئت لأوقرت بعيراً من تفسير «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»».

وقال مرّة: «لو کسرت لي الوسادة ثمّ جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، واللَّه ما من آية اُنزلت في برٍّ أو بحرٍ أو سهلٍ ولا جبلٍ ولا سماءٍ ولا أرضٍ ولا ليلٍ ولا نهارٍ إلّا وأنا أعلم فيمن نزلت، وفي أيّ شي ء نزلت».[10] .







  1. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 24:3، ح 1044.
  2. المصدر المتقدّم: ح 1045.
  3. ولعلّ الصواب: «ألا رجلٌ يسألني فينتفع به غيره وينفع نفسه» المصدر المتقدّم: ح 1046.
  4. الإرشاد للمفيد 33:1.
  5. الإصابة بهامشه الاستيعاب 503:2.
  6. الاستيعاب بهامش الإصابة 42:3.
  7. فرائد السمطين 340:1، ح 263، والغدير 192:6.
  8. سورة هود: 17.
  9. فرائد السمطين 383:1، ح 261.
  10. کتاب الإمام عليّ بن أبي طالب: 274.