افتراء موهوم











افتراء موهوم



قال ابن حزم الأندلسي في کتاب (الملل والنحل): کذب مَن قال بأنّ عليّاً کان أکثر الصحابة علماً، ثمّ بسط القول في تقرير أعلميّة أبي بکر وتقدّمه علي عليّ عليه السلام في العلم ببيانات تافهة - إلي أن قال: - علم کُلّ ذي حظّ من العلم أنّ الّذي کان عند أبي بکر من العلم أضعاف ما کان عند عليّ منه.

وقال في تقدّم عمر علي عليّ عليه السلام في العلم: علم کلُّ ذي حسّ علماً ضروريّاً أنّ الّذي کان عند عمر من العلم أضعاف ما کان عند عليّ من العلم - إلي أن قال: - فبطل قول هذه الوقّاح الجهّال، فإن عاندنا معاندٌ في هذا الباب جاهلٌ أو قليل الحياء لاح کذبه وجهله، فإنّا غير متّهمين علي حطّ أحد من الصحابة عن مرتبته.[1] .

الجواب:

قال العلّامة الأميني رحمه الله في دفعه: أنا لست ا دري أأضحک من هذا الرجل جاهلاً؟! أم أبکي عليه مغفّلاً؟! أم أسخر منه معتوهاً؟ فإنّ ممّا لا يدور في أي خلد، الشکّ في أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام کان يربو بعلمه علي جميع الصحابة، وکانوا يرجعون إليه في القضايا والمشکلات، ولا يرجع إلي أحد منهم في شي ء، وإنّ أوّل مَن اعترف له بالأعلميّة نبيّ الإسلام صلي الله عليه و آله بقوله لفاطمة: «أما ترضين إنّي زوّجتک أوّل المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً».[2] .

وقوله صلي الله عليه و آله لها: «زوّجتک خير اُمّتي، أعلمهم علماً، وأفضلهم حلماً، وأوّلهم سلماً».[3] .

وقوله صلي الله عليه و آله: لها: «إنّه لأوّل أصحابي إسلاماً - أو: أقدم اُمّتي سلماً - وأکثرهم علماً، وأعظمهم حلماً».[4] .

وقوله صلي الله عليه و آله: «أعلم اُمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب».[5] .

وقوله صلي الله عليه و آله: «عليّ وعاء علمي، ووصيّي، وبابي الّذي اُؤتي منه».[6] .

وقوله صلي الله عليه و آله: «عليّ باب علمي، ومبيّن لاُمّتي ما اُرسلت به من بعدي».[7] .

وقوله صلي الله عليه و آله: «عليّ خازن علمي».[8] .

وقوله صلي الله عليه و آله: «عليّ عيبة علمي».[9] .

وقوله صلي الله عليه و آله: «أقضي اُمّتي عليّ».[10] .

وغير ذلک من الأخبار النبوية الّتي رواها صاحب الغدير من طرق العامّة، فمن شاء فليراجعها.[11] .







  1. الملل والنحل 136:4، نقلاً عن الغدير 95:3.
  2. مستدرک الحاکم 4، کنز العمّال 13:6.
  3. أخرجه الخطيب في المتّفق والسيوطي في جمع الجوامع کما في ترتيبه 398:6.
  4. مسند أحمد 26:5، والاستيعاب 36:3 و...
  5. الخوارزمي في المناقب: 49، مقتل الحسين عليه السلام 43:1 و...
  6. شمس الأخبار: 39. کفاية الکنجي: 70 و 93.
  7. الديلمي عن أبي ذرّ کما في کنز العمّال 156:6.
  8. شرح ابن أبي الحديد 448:2.
  9. شرح ابن أبي الحديد 448:2، والجامع الصغير للسيوطي وغيره.
  10. مصابيح البغوي 277:2، والرياض النضرة 198:2، وغيره.
  11. الغدير 98:3.