اعتراف عمر بأعلميّة عليّ











اعتراف عمر بأعلميّة عليّ



روي الجويني: بسنده عن عبداللَّه بن أحمد بن عامر، عن أبيه، قال: قال عليّ بن موسي الرضا عليهماالسلام، عن آبائه، عن عليّ عليه السلام، قال: «حمل رجل إلي عمر، وقالوا له: قد سألناه وقلنا له: کيف أصبحت؟ قال: أصبحت وقد اُحبّ الفتنة، وأکره الحقّ، وأصدّق اليهود والنصاري، وآمن بما لم أره، وأقرّ بما لم يخلق.

فأرسل إلي عليّ عليه السلام (فأتاه)، فقال: «صدق (في قوله يحب الفتنة يعني الاموال و البنون). قال اللَّه تعالي: «أَنَّمَا أَمْوَالُکُمْ وَأَوْلاَدُکُمْ فِتْنَةٌ»[1] ويکره الحقّ يعني الموت. قال اللَّه تعالي: «وَجَاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ»[2] ويصدّق اليهود والنصاري. قال اللَّه تعالي: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَي عَلَي شَيْ ءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَي لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَي شَيْ ءٍ»[3] ويؤمن بما لم يره، يعني اللَّه عزّ وجلّ، ويقرّ بما لم يخلق يعني الساعة».

قال عمر: لولا عليّ لهلک عمر».[4] .

وعن أبي الطفيل، قال: شهدت جنازة أبي بکر يوم مات، وشهدت عمر حين بويع، وعليّ عليه السلام جالس ناحية؛ إذ أقبل غلام يهودي - عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون - حتّي قام علي رأس عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، أنت أعلم هذه الاُمّة بکتابهم وأمر نبيّهم؟ قال: فطأطأ عمر رأسه، فقال له الغلام: إيّاک أعني، وأعاد عليه القول، فقال له عمر: ما ذاک؟ قال: إنّي جئتک مرتاداً لنفسي، شاکّاً في ديني.

فقال: دونک هذا الشاب. قال: ومَن هذا الشاب؟ قال: هذا عليّ بن أبي طالب، ابن عمّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وهو أبو الحسن والحسين، وزوج فاطمة بنت رسول اللَّه عليهم السلام.

فأقبل اليهودي علي عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: أکذلک أنت؟ قال: «نعم». قال: فإنّي اُريد أن أسالک عن ثلاث وثلاث وواحدة. قال: فتبسّم عليّ عليه السلام وقال: «يا هاروني، ما منعک أن تقول: سبعاً؟». قال: أسألک عن ثلاث، فإن علمتهنّ سألت عمّا بعدهنّ، وإن لم تعلمهنّ علمت أنّه ليس فيکم علم. قال عليّ عليه السلام: «ألا فإنّي أسألک بالذي تعبد، لئن أنا أجبتک في کلّ ما تريد لتدعنّ دينک ولتدخلنّ في ديني؟». قال: ما جئت إلّا لذلک. قال: «فاسأل؟».

قال: فأخبرني عن أوّل قطرة وقعت علي وجه الأرض أيّ عين هي؟ وأوّل شي ء اهتزّ علي وجه الأرض أيّ شي ء هو؟ فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام.

قال: «فأخبرني عن الثلاث الاُخر». قال: أخبرني عن محمّد صلي الله عليه و آله کم بعده من إمام عدل؟ وفي أيّ جنّة يکون؟ ومن يساکنه معه في جنّته؟

فقال: «يا هاروني، إنّ لمحمّد صلي الله عليه و آله من الخلفاء اثني عشر إماماً عادلاً لا يضرّهم من خذلهم، ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم، وإنّهم أرسي في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، ويسکن محمّد صلي الله عليه و آله في جنّته مع اُولئک الاثني عشر إماماً العدل». قال: صدقت، واللَّه الّذي لا إله إلّا هو، إنّي لأجدها في کتب أبي هارون، کتبه بيده وأملاه موسي عمّي عليهماالسلام.

قال: «فأخبرني عن الواحدة». قال: أخبرني عن وصيّ محمّد صلي الله عليه و آله کم يعيش بعده؟ وهل يموت أو يُقتل؟

قال: «يا هاروني، يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوماً ولا ينقص يوماً، ثمّ يضرب ضربة هاهنا - يعني قرنه - فتخضب هذه من هذا».

قال: فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وحده لا شريک له.[5] .

و الاخبار في اعتراف عمر بن خطاب باعلمية عليّ عليه السلام کثيرة، فسنذکرها عاجلاً.







  1. سورة الأنفال: 28، وسورة التغابن: 15.
  2. سورة ق: 19.
  3. سورة البقرة: 113.
  4. فرائد السمطين 337:1، ح259.
  5. فرائد السمطين 354:1، ح280.