قول العقّاد المصري في أعلميّة عليّ











قول العقّاد المصري في أعلميّة عليّ



قال في أعلميّة عليّ عليه السلام: وأحسن الإسلام علماً وفقهاً کما أحسنه عبادة وعملاً، فکانت فتاواه مرجعاً للخلفاء والصحابة في عهود أبي بکر وعمر وعثمان، ونَدُرتْ مسألة من مسائل الشريعة لم يکن له رأي فيها يؤخذ به أو تنهض له الحجّة بين أفضل الآراء، إلّا أنّ المزية الّتي امتاز بها عليّ عليه السلام بين فقهاء الإسلام في عصره، أنّه جعل الدين موضوعاً من موضوعات التفکير والتأمّل، ولم يقصره علي العبادة وإجراء الأحکام، فإذا عرف في عصره اُناس فقهوا في الدين ليصحّحوا عباداته ويستنبطوا منه أقضيته وأحکامه، فقد امتاز عليّ عليه السلام بالفقه الّذي يُراد به الفکر المحض والدراسة الخالصة، وأمعن فيه ليغوص في أعماقه علي الحقيقة العلميّة أو الحقيقة الفلسفيّة، کما نسمّيها في هذه الأيّام، ويصحّ أن يقال: إنّ عليّاً عليه السلام أبو علم الکلام في الإسلام - إلي أن قال: - وقيل لابن عبّاس: أين علمک من علم ابن عمّک؟ فقال: کنسبة قطرة من المطر إلي البحر المحيط.[1] .







  1. عبقرية الإمام عليّ عليه السلام: 47.