قول الحسن البصري: عليّ أعلم المسلمين علماً











قول الحسن البصري: عليّ أعلم المسلمين علماً



في (البحار) عن (أمالي الصدوق): بإسناده عن الحسن البصري: أنّه بلغه أنّ زاعماً يزعم أنّه ينتقص عليّاً عليه السلام، فقام في أصحابه يوماً، فقال: لقد هممت أن أغلق بابي ثمّ لا أخرج من بيتي حتّي يأتيني أجلي، بلغني أنّ زاعماً منکم يزعم أنّي انتقص خير النّاس بعد نبيّنا صلي الله عليه و آله، وأنيسه وجليسه، والمفرّج للکرب عنه عند الزلازل، والقاتل للأقران يوم التنازل[1] لقد فارقکم رجل قرأ القرآن فوقّره، وأخذ العلم فوفّره، وحاز البأس فاستعمله في طاعة ربّه، صابراً علي مضض[2] الحرب، شاکراً عند اللأواء[3] والکرب، فعمل بکتاب ربّه، ونصح لنبيّه وابن عمّه وأخيه، آخاه دون أصحابه، وجعل عنده سرّه، وجاهد عنه صغيراً، وقاتل معه کبيراً، يقتل الأقران، وينازل الفرسان دون دين اللَّه، حتّي وضعت الحرب أوزارها، متمسّکاً بعهد نبيّه، لا يصدّه صادٌّ، ولا يمالي عليه مضادٌّ، ثمّ مضي النبيّ صلي الله عليه و آله وهو عنه راضٍ. أعلم المسلمين علماً، وأفهمهم فهماً، وأقدمهم في الإسلام، لا نظير له في مناقبه، ولا شبيه له في ضرائبه[4] فظلفت نفسه عن الشهوات، وعمل للَّه في الغفلات، الحديث.[5] .







  1. يوم الحرب والقتال.
  2. المضض: وجع المصيبة.
  3. اللأواء: الشدّة والمحنة.
  4. جمع الضريبة: موقع السيف ونحوه في الجسد.
  5. البحار 117:40.