ايراد ابن حزم الأندلسي علي ردّ الشمس و جوابه











ايراد ابن حزم الأندلسي علي ردّ الشمس و جوابه



قال ابن حزم الأندلسي في کتاب (الفصل في الملل والنحل): إنّ الروافض يقولون: إنّ الشمس ردّت علي الإمام عليّ بن أبي طالب مرّتين، فقوم هذا أقلّ مراتبهم في الکذب، أيستشنع منهم کذب يأتون به، وکلّ من لم يزجره عن الکذب ديانة أو نزاهة نفسٍ أمکنه أن يکذب ما شاء.[1] .

وقال العلّامة الأميني رحمه الله في ردّه ما ملخّصه:

ربّما يحسب ابن حزم أنّ القول بردّ الشمس علي أمير المؤمنين عليه السلام من خاصّة الشيعة فقط حتّي ينکره، ويقول: إنّه قول زور، مع أنّه لا يدري، بل يدري ولکن يتجاهل، أنّ الحديث ثابت بالسنّة. فأدب الشيعة مانع أن يتقابل له بالمثل فيما قال من مثال صفاقة الوجه وصلابة الخدّ وعدم الحياء والجرأة علي الکذب؟! فنقول:

إنّ حديث ردّ الشمس أخرجه جمع من الحفّاظ الأثبات بأسانيد جمّة، صحّح جمعٌ من مهرة الفنّ بعضها، وحکم آخرون بحسن آخر، وشدّد جمع منهم النکير علي من غمز فيه وضعّفه وهم الأبناء الأربعة حملة الروح الأمويّة الخبيثة، أعني: ابن حزم، وابن الجوزي، وابن تيميّة، وابن کثير، وجاء آخرون من الأعلام وقد عظم عليهم الخطب بإنکار هذه الماّثر النبويّة والمکرمة العلويّة الثابتة فأفردوها بالتأليف وجمعوا فيه طرقها وأسانيدها.

ثمّ ذکر العلّامة الأميني کثيراً من علماء العامّة الّذين أفردوا الحديث بالتأليف، وقد بلغوا اثنين وأربعين رجلاً، وذکر أسماء مصنّفاتهم.[2] .

ثمّ قال: فبهذه کلّها نعرف قيمة ابن حزم وقيمة کتابه. ونحن لا يسعنا إيقاف القارئ علي کلّ ما في (الفصل) من الطامّات ولا علي شطرٍ مهمٍّ منه؛ إذ جميع أجزائه ولا سيّما الجزء الرابع مشحونٌ بالتهکّم والتقوّل والتحريف والتدجيل والإفک والزور، وهناک مذاهب مختلفة لا وجود لها إلّا في عالم خيال مؤلِّفه.[3] .







  1. الفصل في الملل والنحل 78:2.
  2. راجع الغدير 126:3.
  3. المصدر المتقدّم: 141.