ذكر بعض ما جري بين عقيل ومعاوية











ذکر بعض ما جري بين عقيل ومعاوية



وقد مرّت قصّة عقيل عليه السلام مع معاوية في فصل (عليّ عليه السلام والعدل) وغيره، ونذکر منها هنا محلّ الاستشهاد من قصّته:

قال في (الغارات): بسنده عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين: أنّ عقيلاً ارتحل عن عليّ عليه السلام إلي معاوية... فلمّا سمع به معاوية، نصب کراسيّه وأجلس جلساءه، فورد عقيل عليه، فأمر له بمائة ألف درهم فقبضها، فقال له معاوية: أخبرني عن العسکريّين؟ قال عقيل: مررت بعسکر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فإذا ليلٌ کليل النبيّ صلي الله عليه و آله، ونهارٌ کنهار النبيّ صلي الله عليه و آله، إلّا أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ليس في القوم، ومررتُ بعسکرک فاستقبلني قومٌ من المنافقين ممّن نفر برسول اللَّه صلي الله عليه و آله ليلة العقبة، ثمّ قال: من هذا الّذي عن يمينک، يا معاوية؟ قال معاوية: هذا عمرو بن العاص، قال عقيل: هذا الّذي اختصم فيه ستّة نفر فغلب عليه جزّارها، فمن الآخر؟ قال: الضحّاک بن قيس الفهري، قال: أما واللَّه لقد کان أبوه جيّد الأخذ لعسب التيس[1] فمن هذا الآخر؟ قال: أبو موسي الأشعري. قال: هذا ابنُ المراقة.[2] .

فلمّا رأي معاوية أنّه قد أغضب جلساءه قال: يا أبا يزيد، ما تقول فيَّ؟ قال: دع عنک، قال: لتقولنّ، قال: أتعرف حمامة؟ قال: ومَن حمامة؟ قال: أخبرتک، ومضي عقيل، فأرسل معاوية إلي النسّابة، قال: فدعاه، فقال: أخبرني من حمامة؟ قال: أعطني الأمان علي نفسي وأهلي؟ فأعطاه، قال: حمامة جدّتک، وکانت بغيّة في الجاهليّة، لها راية تؤتي.

قال الشيخ: قال أبو بکر بن زبين: هي اُمّ اُمّ أبي سفيان.[3] .







  1. التيس: الذکر من الظباء والمعز، وعسب الفحل: يعني ماؤه، فرساً کان أو بعيراً، فالمراد بجيّد الأخذ أي أنّه کان ماهراً في هذا الشغل الخسيس، وکان يبيع عسب الفحول في الجاهليّة.
  2. المراقة: السراقة.
  3. الغارات 64:1.