قنبر بين يدي الحجّاج











قنبر بين يدي الحجّاج



روي العلّامة المجلسي رحمه الله: عن الکشيّ، وفي (تفسير العيّاشي) عن أبي الحسن الهادي (عليّ بن محمّد عليهماالسلام) أنّ قنبراً مولي أمير المؤمنين عليه السلام اُدخل علي الحجّاج بن يوسف، فقال له: ما الّذي کنت تلي من أمر عليّ بن أبي طالب؟ قال: کنت اُوضّيه، فقال له: ما کان يقول إذا فرغ من وضوئه؟ قال: کان يتلو هذه الآية: «فَلَمَّا نَسُوا مَاذُکِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ کُلِّ شَيْ ءٍ حَتَّي إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُبْلِسُونَ × فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»[1] فقال الحجّاج: کان يتأوّلها علينا؟ فقال: نعم، فقال: ما أنت صانع إذا ضربت عِلاوتک[2] قال: إذن أسعد وتشقي، فأمر به فقتله.[3] .

روي عامّة أصحاب السير من طرق مختلفة: أنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: اُحبّ أن اُصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب، فأتقرّب إلي اللَّه بدمه! فقيل له: ما نعلم أحداً کان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه، فاُتي به، فقال له: أنت قنبر؟ قال: نعم، قال: أبو همدان؟ قال: نعم، قال: مولي عليّ بن أبي طالب؟ قال: اللَّه مولاي، وأمير المؤمنين عليّ عليه السلام وليّ نعمتي، قال: إبرأ من دينه، قال: فإذا برئتُ من دينه تدلّني علي دين غيره أفضل منه؟ قال: إنّي قاتلک فاختر أيّ قتلة أحبُّ إليک؟ قال: قد صيّرت ذلک إليک، قال: ولِمَ؟ قال: لأنّک لا تقتلني قتلة إلّا قتلک مثلها، وقد أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام أنّ منيّتي تکون ذبحاً ظلماً بغير حقّ، قال: فأمر به فذبح.[4] .







  1. سورة الأنعام: 44 و 45.
  2. العلاوة - بالکسر -: أعلي الرأس أو العنق.
  3. تفسير العيّاشي 359:1، وبحار الأنوار 135:42.
  4. البحار 126:42، وکشف الغمّة - باب المناقب 383:1.