ذكر فضائل قنبر مولي عليّ











ذکر فضائل قنبر مولي عليّ



کان قنبر غلاماً لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وکان يُحبّ عليّاً حبّاً شديداً، وکان ملازماً له دائماً، استشهد علي يد الحجّاج بن يوسف الثقفي شقي بني اُميّة.

ففي الحديث عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «کان لعليّ عليه السلام غلام اسمه قنبر، وکان يحبّ عليّاً عليه السلام حبّاً شديداً، فإذا خرج عليّ عليه السلام خرج علي أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة، فقال عليه السلام: «يا قنبر مالک؟!» قال: جئت لأمشي خلفک، فإنّ النّاس کما تراهم يا أمير المؤمنين، فخفت عليک، قال: «ويحک أمِن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟»، قال: لا، بل من أهل الأرض، قال:«إنّ أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئاً إلّا بإذن اللَّه عزّ وجلّ من السماء، فارجع».[1] .

في (رجال الکشيّ) وفي (الاختصاص): سئل قنبر: مولي مَن أنت؟ فقال: أنا مولي مَن ضرب بسيفين، وطعن برمحين، وصلّي القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يکفر باللَّه طرفة عين، أنا مولي صالح المؤمنين، ووارث النبيّين، وخير الوصيّين، وأکبر المسلمين، ويعسوب المؤمنين، ونور المجاهدين، ورئيس البکّائين، وزين العابدين، وسراج الماضين، و ضوء القائمين، وأفضل القانتين، ولسان رسول ربّ العالمين، الحديث.[2] .

وروي المجلسي عن (مجالس المفيد): عن جابر، قال: سمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلاً يشتم قنبراً وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام: «مهلاً يا قنبر، دع شاتمک مهاناً ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عدوّک. فوالّذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، ما أرضي المؤمن ربّه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السکوت عنه».[3] .







  1. بحار الأنوار 122:42، والاختصاص: 73.
  2. رجال الکشيّ: 73، ح 129، الاختصاص: 73، البحار 133:42، مستدرک سفينة البحار 604:8.
  3. بحار الأنوار 424:71.