ذكر فضائل رشيد الهجري











ذکر فضائل رشيد الهجري



کان رشيد الهجري من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وکان يعلم علم المنايا والبلايا.

عن إسحاق[1] قال: کنت عند أبي الحسن عليه السلام ودخل عليه رجل فقال له أبو الحسن: «يا فلان، إنّک تموت إلي شهر؟»، قال: فأضمرت في نفسي، کأنّه يعلم آجال شيعته! قال: فقال: «يا إسحاق، وما تنکرون من ذلک؟ وقد کان رشيد الهجري مستضعفاً، وکان يعلم علم المنايا والبلايا؟ فالإمام أوْلي بذلک». ثمّ قال: «يا إسحاق، تموت إلي سنتين، ويتشتّت أهلک وولدک وعيالک وأهل بيتک، ويُفلسون إفلاساً شديداً».[2] .

وفي (الاختصاص): عن أبي حسّان العجلي، قال: لقيت أمة اللَّه بنت راشد الهجري، فقلت لها: أخبريني بما سمعت من أبيک. قالت: سمعته يقول: قال لي حبيبي أمير المؤمنين عليه السلام: «يا راشد[3] کيف صبرک إذا أرسل إليک دعيّ بني اُميّة فقطع يديک ورجليک ولسانک؟ فقلتُ: يا أمير المؤمنين، أيکون آخر ذلک إلي الجنّة؟ قال: «نعم، يا راشد، وأنت معي في الدنيا والآخرة»، قالت: فواللَّه ما ذهبت الأيّام حتّي أرسل إليه الدعيّ عبيداللَّه بن زياد فدعاه إلي البراءة منه، فقال له ابن زياد: فبأيّ ميتة قال لک صاحبک تموت؟ قال: خبّرني خليلي (صلوات اللَّه عليه) أنّک تدعوني إلي البراءة منه فلا أتبرّأ، فتقدّمني فتقطع يدي ورجلي ولساني. فقال: واللَّه لأکذّبن صاحبک، قدّموه واقطعوا يده ورجليه واترکوا لسانه، فقطعوه، ثمّ حملوه إلي منزلنا، فقلت له: يا أبت - جعلت فداک - هل تجد لما أصابک ألماً؟ قال: لا واللَّه يا بُنيّة إلّا کالزحام بين النّاس، ثمّ دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له، فقال: آتوني بصحيفة ودواة أذکر لکم ما يکون ممّا أعلمنيه مولاي أمير المؤمنين عليه السلام، فأتوه بصحيفة ودواة، فجعل يذکر ويملي عليهم أخبار الملاحم والکائنات ويسندها إلي أمير المؤمنين ءعليه السلام، فبلغ ذلک ابن زياد، فأرسل إليه الحجّام حتّي قطع لسانه فمات من ليلته تلک.

وکان أمير المؤمنين عليه السلام يسمّيه راشداً المبتلي، وکان قد ألقي إليه علم البلايا والمنايا، فکان يلقي الرجل ويقول له: يا فلان ابن فلان، تموت ميتة کذا، وأنت - يا فلان - تقتل قتلة کذا، فيکون الأمر کما قاله راشد رحمه الله.[4] .







  1. هو اسحاق بن محمّد بن ابراهيم الحضيني من أصحاب الرضاعليه السلام (راجع معجم رجال الحديث 35:3 و 72).
  2. بحار الأنوار 123:42.
  3. لفظ الحديث في البحار: «راشد»، أمّا في الاختصاص: «رشيد».
  4. الاختصاص: 77، والبحار 121:42، ولفظ الحديث من البحار.