ذكر فضائل كميل بن زياد النخعي











ذکر فضائل کميل بن زياد النخعي



کان کميل من خواصّ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ثقة جليل القدر، روي حديث فضل العلم وحامله عن أمير المؤمنين عليه السلام.

روي في (تعليقة الغارات) عن ابن کثير في (البداية والنهاية): کميل بن زياد شهد مع عليّ عليه السلام صفّين، وکان شجاعاً فاتکاً وزاهداً عابداً، قتله الحجّاج في هذه السنة (سنة 82)، وقد عاش مائة سنة، قتله صبراً بين يديه، وإنّما نقم عليه لأنّه طلب من عثمان بن عفّان القصاص من لطمة لطمها إيّاه، فلمّا أمکنه عثمان من نفسه عفا عنه، فقال له الحجّاج: أومثلک يسأل من أمير المؤمنين القصاص؟ ثمّ أمر فضربت عنقه.[1] .

قال ابن أبي الحديد في وصف کميل: هو من صحابة عليّ عليه السلام وشيعته وخاصّته، وقتله الحجّاج علي المذهب فيمن قتل من الشيعة، وکان کميل عامل عليّ عليه السلام علي هيت[2] الحديث.[3] .

و لقد اوصاه اميرالمؤمنين عليه السلام بوصايا کثيره نذکر هنا بعضها:

«يا کميل، مر أهلک أن يروحوا في کسب المکارم، و يدلجوا في حاجة من هو نائم، فو الّذي وسع سمعه الأصوات ما من أجد أودع قلباً سروراً إلّا و خلق اللَّه له من ذلک السرور لطفاً...».[4] .

و قال عليه السلام له أيضاً في حديث: «يا کميل، ليس شأن أن تصلّي و تصوم و تتصدّق، إنّما الشأن أن يکون الصلاة فعلت بقلب نقيّ، و عمل عند اللَّه مرضيّ، و خشوع سَويّ» الحديث.[5] .

و قال عليه السلام له أيضاً: «يا کميل، لا تطرق ابواب الظالمين للاختلاف بهم و الاکتساب معهم، و إيّاک أن تعظمّهم و تشهد في مجالسهم بما يسخط اللَّه عليک».[6] .

و قال عليه السلام له ايضاً: «يا کميل، إنّک لا تخلو من نعمة اللَّه عزّوجلّ عندک و عافيته، فلا تخلو من تحميده و تمجيده و تسبيحه و تقديسه و شکره و ذکره علي کل حال».[7] .

في حديث عن فضيل بن خديج عن کميل بن زياد، قال: کنت مع اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في مسجد الکوفه و قد صلينا العشاء الآخرة، فأخذ بيدي حتي خرجنا من المسجد فمشي حتي خرج الي ظهر الکوفه و لا يکلّمني بکلمة، فلمّا أصحر تنفّس ثم قال: «يا کميل، انّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ منّي ما أقول لک: الناس ثلاثة: عالم ربّاني و متعلّم علي سبيل نجاة، و همج رَعاع أتباع کل ناعق يميلون مع کل ريح لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجأوا إلي رکن وثيق، يا کميل العلم خير من المال، العلم يحرسک و أنت تحرس المال، و المال تنقصه النفقة و العلم يزکو علي الإنفاق»، الحديث.[8] .







  1. الغارات 944:2، وراجع: کتاب البداية والنهاية لابن کثير 50:9.
  2. هيت بلدة علي الفرات فوق الأنبار، ذات نخل کثير وخيرات واسعة علي جهة البريّة في غربي الفرات وبها قبر عبداللَّه بن المبارک.
  3. شرح ابن أبي الحديد 227:4، بحار الأنوار 163:42.
  4. نهج البلاغه، قصار الحکم: 257.
  5. بحارالانوار 229 / 84؛ جامع السعادات 330: 3؛ مسند امام علي (ع) 196 / 3 ح 2317.
  6. تحف العقول باب وصيته لکميل: 116، مسند امام علي (ع) 169 / 10 ح 10839.
  7. البحار 273:77؛ مسند امام علي (ع) 260:10 ح 11112.
  8. انظر امالي طوسي، مجلس الاول، ح 23؛ مسند امام علي (ع) 55: 1، ح 173؛ البحار 188: 1.