في بعض كراماة ميثم و اخباره بالمغيبات











في بعض کراماة ميثم و اخباره بالمغيبات



قد صار ميثم التّمار ببرکة ملاقاته لأميرالمؤمنين صاحب الکرامة و عالماً بالحوادث و المغيبات فنذکر هنا بعض ما هو مذکور في التاريخ، و نحيل القرّاء الکرام في تفصيل شرح حاله و علمه بالمغيبات الي کتاب «اصحاب الامام عليّ عليه السلام» احد مؤلفات المؤلف فراجعه.

و في (البحار): عن محمّد بن مسعود، بإسناده عن صالح بن ميثم، قال: أخبرني أبو خالد التمّار، قال: کنتُ مع ميثم التمّار بالفرات يوم الجمعة، فهبّت ريح وهو في سفينة من سفن الرمّان، قال: فخرج فنظر إلي الريح، فقال: شدّوا برأس سفينتکم إنّ هذا ريح عاصف، مات معاوية الساعة. قال: فلمّا کانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته، فقلت له: يا عبد اللَّه، ما الخبر؟ قال: النّاس علي أحسن حال، توفّي أمير المؤمنين (معاوية)، وبايع النّاس يزيد، قال: قلت: أي يوم توفّي؟ قال: يوم الجمعة.[1] .

و في (رجال الکشي): عن فضيل بن الزبير، قال: مرّ ميثم التمّار علي فرس له، فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدّثا حتّي اختلفت أعناق فرسيهما، ثمّ قال حبيب: لکأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن، يبيع البطيخ عند دار الرزق، قد صلب في حبّ أهل بيت نبيّه عليهم السلام ويبقر بطنه علي الخشبة. فقال ميثم: وإنّي لأعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان يخرج لينصر ابن بنت نبيّه، فيقتل ويجال برأسه بالکوفة، ثمّ افترقا. فقال أهل المجلس: ما رأينا أحداً أکذب من هذين.

قال فلم يفترق أهل المجلس حتّي أقبل رشيد الهجري فطلبهما، فسأل أهل المجلس عنهما، فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان کذا وکذا، فقال رشيد: رحم اللَّه ميثماً نسي «ويزاد في عطاء الّذي يجي ء بالرأس مائة درهم»، ثمّ أدبر، فقال القوم: هذا واللَّه أکذبهم.

فقال القوم: واللَّه ما ذهبت الأيّام والليالي حتّي رأيناه مصلوباً علي باب دار عمرو بن حريث، وجي ء برأس حبيب بن مظاهر وقد قُتل مع الحسين ورأينا کلّ ما قالوا.[2] .

وفي (البحار): عن يوسف بن عمران الميثمي، قال: سمعت ميثماً النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين عليه السلام وقال: «کيف أنت - يا ميثم - إذا دعاک دعيّ بني اُميّة عبيداللَّه بن زياد إلي البراءة منّي؟» فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا واللَّه لا أبرأ منک، قال: «إذن واللَّه يقتلک ويصلبک»، قلت: أصبر، فذاک في اللَّه قليل، فقال: «يا ميثم، إذن تکون معي في درجتي». قال: وکان ميثم يمرّ بعريف قومه[3] ويقول: يا فلان، کأنّي بک وقد دعاک دعيّ بني اُميّة ابن دعيّها فيطلب لي منک أيّاماً، فإذا قدمت عليک ذهبت بي إليه حتّي يقتلني علي باب دار عمرو بن حريث، فإذا کان يوم الرابع ابتدر منخراي دماً عبيطاً.

وکان ميثم يمرّ بنخلة في سبخة فيضرب بيده عليها، ويقول: يا نخلة، ما غُذِّيتِ إلّا لي، وما غُذّيتُ إلّا لک، وکان يمرّ بعمرو بن حريث، ويقول: يا عمرو، إذا جاورتک فأحسن جواري، فکان عمرو يري أنّه يشتري داراً أو ضيعة لزيق ضيعته، فکان يقول له عمرو: ليتک قد فعلت. ثمّ خرج ميثم النهرواني إلي مکّة، فأرسل الطاغية عدوّ اللَّه ابن زياد إلي عريف ميثم فطلبه منه، فأخبره أنّه بمکّة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنّک، فأجّله أجلاً، وخرج العريف إلي القادسيّة ينتظر ميثماً، فلمّا قدم ميثم، قال: أنت ميثم؟ قال: نعم أنا ميثم. قال: تبرأ من أبي تراب[4] قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرأ من عليّ بن أبي طالب، فقال له: فإن أنا لم أفعل؟ قال: إذن - واللَّه - لأقتلک. قال: أما لقد کان يقول لي: إنّک ستقتلني وتصلبني علي باب عمرو بن حريث، فإذا کان يوم الرابع ابتدر منخراي دماً عبيطاً، فأمر به فصلب علي باب عمرو بن حريث، فقال للنّاس: سلوني - وهو مصلوب - قبل أن اُقتل، فواللَّه لأخبرتکم بعلم ما يکون إلي أن تقوم الساعة، وما يکون من الفتن، فلمّا سأله النّاس حدّثهم حديثاً واحداً إذ أتاه رسول من قبل ابن زياد، فألجمه بلجام من شريط، وهو أوّل مَن اُلجم بلجامٍ وهو مصلوب.[5] .







  1. بحار الأنوار 127:42.
  2. رجال کشي، ص 78، ح 133؛ بحار الأنوار 92:45.
  3. العريف: من يعرف أصحابه، القيّم بأمر القوم والنقيب.
  4. کأنّ في العبارة سقطاً، والظاهر أنّها هکذا: «فجاء به العريف إلي ابن زياد، فقال له ابن زياد: تبرأ من أبي تراب...».
  5. بحار الأنوار 130:42.