في كيفيّة قتل قطام ووردان وشبيب الّذين ساعدوا ابن ملجم في...











في کيفيّة قتل قطام ووردان وشبيب الّذين ساعدوا ابن ملجم في جريمته



فلمّا فرغ النّاس من قتل ابن ملجم لعنه اللَّه تعالي، أقبلوا إلي قطام الملعونة الفاسقة الفاجرة فقطّعوها بالسيف إرباً إرباً، ونهبوا دارها، ثمّ أخذوها وأخرجوها إلي ظاهر الکوفة، وأحرقوها بالنّار، وعجّل اللَّه بروحها إلي النّار وغضب الجبّار.[1] .

وأمّا الرجلان اللذان کانا مع ابن ملجم في المسجد الجامع، فإنّ وردان قد هرب ودخل بين النّاس فنجا بنفسه، وأمّا شبيب بن بجرة[2] فأخطأه، فوقعت ضربته بعضادة الباب وهرب، فأخذه رجل فصرعه، وجلس علي صدره وأخذ السيف من يده ليقتله به، فرأي النّاس يقصدون نحوه، فخشي أن يعجّلوا عليه ولم يسمعوا منه، فوثب عن صدره وخلّاه، وطرح السيف من يده، ومضي شبيب هارباً حتّي دخل منزله، ودخل عليه ابن عمّ له فرآه يحلّ الحرير عن صدره، فقال له: ما هذا لعلّک قتلت أمير المؤمنين عليه السلام؟ فأراد أن يقول: لا، فقال: نعم، فمضي ابن عمّه واشتمل علي سيفه، ثمّ دخل عليه فضربه حتّي قتله.[3] .

خطبة ريحانة الرسول صلي الله عليه و آله الحسن بن عليّ عليه السلام بعد شهادة أبيه:

قال ابن عبدالبرّ في (الاستيعاب): إنّه ثبت عن الحسن بن عليّ عليه السلام من وجوه أنّه عليه السلام قال: «لم يترک أبي إلّا ثمانمائة درهم - أو سبعمائة درهم - فضلت من عطائه کان يعدّها لخادم يشتريه لأهله».[4] .

وفي (تاريخ دمشق): عن عمرو بن حُبشيّ، قال: خطبنا الحسن بن عليّ عليه السلام بعد قتل عليّ عليه السلام فقال: «لقد فارقکم رجلٌ بالأمس ما سبقه الأوّلون بعلم، ولا أدرکه الآخرون، إن کان ليبعثه الراية فلا ينصرف حتّي يفتح له، ما ترک من صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطائه کان يرصدها لخادم لأهله».[5] .

وفيه أيضاً: عن هبيرة بن يريم روي مثله، إلّا أنّه قال: «وإنّ جبرئيل عن يمينه، وميکائيل عن شماله، ما ترک صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً».[6] .

وفي (فرائد السمطين): روي الحديث بعينه عن هبيرة بن يريم، إلّا أنّه قال في ذيله: «إلّا ثمانمائة درهم في ثمن خادم».[7] .

وروي أبو الفرج الاصهاني في (مقاتل الطالبيّين) بإسناده إلي حسن بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن الحسن، عن أبيه، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، والمعني قريب، قالوا: خطب الحسن بن عليّ بعد وفاة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، فقال: «لقد قبض في هذه الليلة رجلٌ لم يسبقه الأوّلون بعمل، ولا يدرکه الآخرون بعمل، ولقد کان يجاهد مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيقيه بنفسه، ولقد کان يوجّهه برايته، فيکتنفه جبرئيل عن يمينه، وميکائيل عن يساره، فلا يرجع حتّي يفتح اللَّه عليه، ولقد توفّي في هذه الليلة الّتي عرج فيها بعيسي بن مريم، ولقد توفّي فيها يوشع بن نون وصيّ موسي،وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم بقيت من عطائه، أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله»، ثمّ خنقته العبرة فبکي، وبکي النّاس معه، ثمّ قال: «أيّها النّاس، من عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد صلي الله عليه و آله أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلي اللَّه عزّ وجلّ بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا من أهل البيت الّذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، والّذين افترض اللَّه مودّتهم في کتابه إذ يقول: «وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً»، فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت».[8] .

وفي (أمالي الصدوق) روي عن حبيب بن عمرو - في حديث - قال: فلمّا کان من الغد - بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلام - وأصبح الحسن عليه السلام قام خطيباً علي المنبر، فحمد اللَّه وأثني عليه، ثمّ قال: «أيّها النّاس، في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رفع عيسي بن مريم عليه السلام، وفي هذه الليلة قُتل يوشع بن نون، وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين عليه السلام، واللَّه لا يسبق أبي أحدٌ کان قبله من الأوصياء إلي الجنّة ولا من يکون بعده، وإن کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ليبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه، وميکائيل عن يساره، وما ترک صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، کان يجمعها ليشتري بها خادماً لأهله».[9] .







  1. البحار 298:42.
  2. في نسخة: «بحيرة».
  3. البحار 230:42.
  4. الاستيعاب بهامش الإصابة 48:3.
  5. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 330:3، ح 1474.
  6. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام: 331، ح 1475.
  7. فرائد السمطين 234:1، ح 182.
  8. مقاتل الطالبيّين: 32، وقد ذکرنا الحديث بتمامه في فصل: (عليّ عليه السلام وآية المودّة) عنه وعن أبي الطفيل.
  9. أمالي الصدوق - المجلس الثاني والخمسون: ح 4.