حديث عن أسماء بنت عميس











حديث عن أسماء بنت عميس



1- روي الکليني بسنده عن عمّار بن موسي، قال: دخلت أنا وأبو عبداللَّه عليه السلام مسجد الفضيخ، فقال: «يا عمّار، تري هذه الوهدة؟»[1] قلت: نعم. قال: «کانت امرأة جعفر[2] الّتي خلّف عليها أمير المؤمنين عليه السلام قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر فبکت، فقال لها ابناها: ما يبکيک يا أمة؟ قالت: بکيت لأمير المؤمنين عليه السلام، فقالا له: تبکين لأمير المؤمنين ولا تبکين لأبينا؟ قالت: ليس هذا هکذا، ولکن ذکرتُ حديثاً حَدَّثَني به أمير المؤمنين في هذا الموضع فأبکاني، قالا: وما هو؟ قالت: کنت أنا وأمير المؤمنين في هذا المسجد فقال لي: ترين هذه الوهدة؟ قلت: نعم. قال: کنت أنا ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثمّ خفق[3] حتّي غطّ صلي الله عليه و آله وحضرت صلاة العصر، فکرهت أن اُحرّک رأسه عن فخذي فأکون قد آذيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، حتّي ذهب الوقت وفاتت، فانتبه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال: يا عليّ، صلّيت؟ قلت: لا، قال: ولِمَ ذلک؟ قلت: کرهت أن اُوذيک، قال: فقام واستقبل القبلة ومدّ يديه کلتيهما، وقال: اللّهمّ ردّ الشمس إلي وقتها حتّي يصلّي عليّ؟ فرجعت الشمس إلي وقت الصلاة حتّي صلّيتُ العصر، ثمّ انقضّت انقضاض الکوکب».[4] .

2- و روي ابن المغازلي الشافعي: عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عُميس، قالت: کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوحي إليه ورأسه في حجر عليّ فلم يُصَلِّ العصر حتّي غربت الشمس، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «صلّيت يا عليّ؟»، قال: «لا». فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ إنّ عليّاً کان علي طاعتک وطاعة رسولک، فاردُد عليه الشمس»، فرأيتها غربت، ثمّ رأيتها طلعت بعد ما غَرَبَت.[5] .

3- و روي ابن عساکر الشافعي بسنده عن عروة بن عبداللَّه بن قشير، قال: دخلت علي فاطمة بنت عليّ فرأيت في عنقها خرزة، ورأيت في يديها مسکتين غليظتين، وهي عجوز کبيرة، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: إنّه يکره للمرأة أن تتشبّه بالرجال.

ثمّ حدّثتني أنّ أسماء بنت عميس حدّثتها أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام دفع إلي نبيّ اللَّه صلي الله عليه و آله وقد أوحي إليه، فجلّله بثوبه فلم يزل کذلک حتّي أدبرت الشمس - تقول: غابت أو کادت أن تغيب - ثمّ إنّ نبيّ اللَّه صلي الله عليه و آله سرّي عنه، فقال: «أصلّيت يا عليّ؟». قال: «لا»، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ رّد علي عليّ الشمس». (قالت أسماء): فرجعت الشمس حتّي بلغت نصف المسجد.[6] .

4- و روي محبّ الدين الطبري عن أسماء بنت عميس، قالت: کان رأس رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في حجر عليّ عليه السلام فکره أن يتحرّک حتّي غابت الشمس، فلم يصلِّ العصر، ففزع النبيّ صلي الله عليه و آله وذکر له عليّ عليه السلام أنّه لم يصلِّ العصر، فدعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله اللَّه عزّ وجلّ أنْ يردّ الشمس عليه، فأقبلت الشمس لها خوار حتّي ارتفعت قدر ما کانت في وقت العصر، قال: فصلّي ثمّ رجعت.[7] .

5- و في (البحار) روي المجلسي عن الطحاوي في (مشکل الآثار) عن أسماء بنت عميس من طريقين: أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله کان يوحي إليه ورأسه في حجر عليّ عليه السلام فلم يصلِّ العصر حتّي غربتالشمس، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «أصلّيت يا عليّ؟»، قال: «لا»، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ إنّه کان في طاعتک وطاعة رسولک فاردد عليه الشمس». قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثمّ رأيتها طلعت بعد ما غربت.[8] .

قال الکازروني: وهذا حديث ثابت، رواته ثقات.[9] .

وحکي الطحاوي أنّ أحمد بن صالح کان يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء؛ لأنّه من علامات النبوّة.[10] .

قال أبو الحسن شاذان الفضلي في الحديث السابع من (رسالة ردّ الشمس) عن عبداللَّه بن الحسن، عن اُمّه فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس، قالت: اشتغل عليّ مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في قسمة الغنائم يوم خيبر حتّي غابت الشمس. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا عليّ، صلّيت العصر؟»، قال: «لا، يا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وجلس في المسجد فتکلّم بکلمتين أو ثلاث کأنّها من کلام الحبش، فارتجعت الشمس کهيئتها في العصر، فقام عليّ عليه السلام فتوضّأ وصلّي العصر. ثمّ تکلّم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بمثل ما تکلّم به قبل ذلک، فرجعت الشمس إلي مغربها، فسمعت لها صريراً کالمنشار في الخشبة.[11] .







  1. الوهدة: الأرض المنخفضة، والهوة من الأرض.
  2. امرأة جعفر يعني بها أسماء بنت عميس، وقوله خلّف عليها: يعني کان عليّ عليه السلام قائماً في الزوجيّة مقام جعفر.
  3. خفق: نام وغطّ، أي نخر في نومه.
  4. الکافي 561:4، باب إتيان المشاهد وقبور الشهداء، ح 7، والبحار 217:100.
  5. المناقب لابن المغازلي الشافعي: 96، ح 140، وتأريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 283:2، ح 807، مع اختلاف يسير في لفظه.
  6. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 292:2، ح 808.
  7. الرياض النضرة 125:4.
  8. البحار 42:21.
  9. المصدر المتقدّم: 43.
  10. المصدر المتقدّم.
  11. هامش تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ عليه السلام 287:2، و نحوه في کفاية الطالب: 285.