قصد البرك معاوية











قصد البرک معاوية



أمّا البرک بن عبداللَّه التميمي صاحب معاوية، فإنّه قصده وقدم الشام، فلمّا وقعت عينه عليه - أي علي معاوية - ضرب معاوية وهو راکع في صلاة الصبح، فوقعت ضربته في إليته من فوق ثياب کثيرة کان عليه، فجرحه جرحاً يسيراً، فجاء الطبيب إليه فنظر إلي الضربة، فقال: إنّ السيف مسموم، فاختر إمّا أن أحمي لک حديدة فأجعلها في الضربه فتبرأ، وإمّا أن أسقيک دواءً فتبرأ وينقطع نسلک؟

فقال معاوية: أمّا النّار فلا اُطيقها، وأمّا النسل ففي يزيد وعبداللَّه ما يقرّ عيني وحسبي بهما، فسقاه الدواء فعوفي وعالج جرحه، ولم يولد له بعد ذلک، وأمر معاوية بعد ذلک بالمقصورات في المسجد وحرس الليل، وقيام الشرطة علي رأسه، وهو أوّل من عمل المقصورات في الإسلام.

وقبض علي البرک فقال لمعاوية: إنّ لک عندي بشارة، قال: وما هي؟ فأخبره بخبر صاحبيه، وقال له: إنّ عليّاً عليه السلام يُقتل في هذه الليلة، فاحبسني عندک، فإن قُتل فأنتَ وليّ ما تراه في أمري، وإن لم يُقتل أعطيتک العهود والمواثيق أن أمضي فأقتله، ثمّ أعود إليک فأضع يدي في يدک حتّي تحکم فيَّ بما تري، فحبسه عنده، فلمّا أتاه أنّ عليّاً عليه السلام قُتل خَلّي سبيله، وقال بعض من الرواة: بل قتله من وقته.[1] .







  1. راجع المصادر المتقدّمة.