ما جاء في سبب قتله ومؤامرة الخوارج في مكّه











ما جاء في سبب قتله ومؤامرة الخوارج في مکّه



في سنة أربعين من الهجرة اجتمع بمکّة جماعة من الخوارج فتذاکروا النّاس، وما هم فيه من الحرب والقتل والفتنة فعابوا ذاک علي ولاتهم، ثمّ إنّهم ذکروا أهل النهروان وترحّموا عليهم، فقال بعضهم لبعض: ما نصنع بالحياة بعدهم، اُولئک کانوا دُعاة النّاس إلي ربّهم لا يخافون في اللَّه لومة لائم، فلو شرينا أنفسنا قاتلنا أئمّة الضلال، فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد والعباد، وثأرنا بهم إخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاقدوا علي ذلک عند انقضاء الحجّ. فقال عبدالرحمن بن ملجم لعنه اللَّه: أنا اُکفيکم عليّاً، وقال البرک بن عبداللَّه التميمي: أنا اُکفيکم معاوية، وقال عمرو بن بکر التميمي: أنا اُکفيکم عمرو بن العاص، فتعاهدوا وتعاقدوا وتواثقوا علي الوفاء، وألّا ينکل واحد منهم عن صاحبه الّذي يتوجّه إليه حتّي يقتله أو يموت دونه، فاتّعدوا بينهم ليلة تسع عشر من شهر رمضان، فأخذوا سيوفهم فشحذوها، ثمّ سقوها السمّ، وتوجّه کلّ واحدٍ منهم إلي جهة صاحبه الّذي تکفّل به، وتواعدوا علي أن يکون وثوبهم عليهم في ليلة واحدة.[1] .







  1. انظر الکامل في التاريخ 434:2، وتاريخ الطبري 110:4، ومروج الذهب 423:2، والفصول المهمّة: 132، ومقاتل الطالبيّين: 17، شرح ابن أبي الحديد 113:6، والبحار 228:42.