مداراته ابن ملجم قبل اغتياله
«اُريد حياته ويُريد قتلي وکان عليّ عليه السلام کثيراً ما يقول: «ما يمنع أشقاها - أو ما ينتظر أشقاها - أن يخضب هذه من دم هذا»، يقول: «واللَّه لتخضبنّ هذه من دم هذا»، ويشير إلي لحيته ورأسه.[1] . وفيه أيضاً: عن سکين بن عبدالعزيز العبدي، أنّه سمع أباه يقول: جاء عبدالرحمن بن ملجم يستحمل عليّاً عليه السلام، فحمله، ثمّ قال: «اُريد حياته ويُريدُ قتلي أما إنّ هذا قاتلي»، قيل: فما يمنعک منه؟ قال: «إنّه يقتلني بعدُ». قال: وأتي عليّ عليه السلام فقيل له: إنّ ابن ملجم يسمّ سيفه، ويقول: إنّه سيفتک بک فتکة يتحدّث بها العرب، فبعث عليّ عليه السلام إليه، فقال له: «لِمَ تسمّ سيفک؟»، قال: لعدوّي وعدوّک، فخلّي عنه وقال: «ما قتلني بعدُ».[2] . وفي (مقاتل الطالبيّين) و غيره: عن أبي مخنف، عن أبيه، عن عبداللَّه بن محمّد الأزدي، قال: اُدخل ابن ملجم (لعنه اللَّه) بعد ضربته علي عليّ عليه السلام، ودخلت عليه فيمن دخل، فسمعتُ عليّاً يقول: «النفس بالنفس إن أنا مُتُّ فاقتلوه کما قتلني، وإن سَلمتُ رأيتُ فيه رأيي»، فقال ابن ملجم: واللَّه لقد ابتعته بألف، وسمَّمتُه بألف، فإن خانني فأبعده اللَّه. قال: ونادته اُمّ کلثوم: يا عدوّ اللَّه، قتلتَ أمير المؤمنين؟! قال: إنّما قتلتُ أباک. قالت: «يا عدوّ اللَّه، إنّي لأرجو أن لا يکون عليه بأس»، قال لها: فأراکِ إنّما تبکين عليّاً إذاً، واللَّه لقد ضربته ضربةً لو قُسِّمت بين أهل الأرض لأهلَکَتْهم».[3] .
نقل ابن عبدالبرّ المالکي في (الاستيعاب): عن ابن سيرين بن عبيدة، قال: کان عليّ عليه السلام إذا رأي ابن ملجم، قال:
عذيرک من خليلک من مرادِ»
عذيرک من خليلک من مراد