ما رواه أبو هريرة











ما رواه أبو هريرة



روي أبو هريرة الحديث الّذي معناه أنّ عليّاً عليه السلام خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فأسخطه، فخطب علي المنبر، وقال: «لاها اللَّه! لا تجتمع ابنة وليّ اللَّه، وابنة عدوّ اللَّه أبي جهل، إنّ فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما يؤذيها، فإن کان عليّ يُريد ابنة جهل فليفارق ابنتي وليفعل ما يُريد؟! أو کلاماً هذا معناه.

و لا شک و لا ريب انّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام لم يخطب ابنة أبي جهل لا في حياة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و لا بعد وفاته، بل هذا من مجعولات أبي هريرة لکسب المقام و أخذ الأموال اعاذنا اللَّه تعالي من نفس الأمارة.

ومع الأسف شاع هذا الخبر المکذوب المجعول حتّي ذکره مروان بن أبي حفصة في قصيدة يمدح بها الرشيد.[1] .

عن الأعمش، قال: لمّا قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة، جاء إلي مسجد الکوفة، فلمّا رأي کثرة من استقبله من النّاس جثا علي رکبتيه، ثمّ ضرب صلعته مراراً، وقال: يا أهل العراق، أتزعمون أنّي أکذبُ علي اللَّه وعلي رسوله، وأحرق نفسي بالنّار! واللَّه لقد سمعتُ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «إنّ لکلّ نبيّ حرماً، وإنّ حرمي بالمدينة، ما بين عِير إلي ثور، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة اللَّه والملائکة والنّاس أجميعن» وأُشهد باللَّه أنّ عليّاً أحدث فيها (مراده من الحدث هو قتل عثمان بيد أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام)، فلمّا بلغ معاوية قولهُ أجازه وأکرمه، وولّاه إمارة المدينة.[2] .

قال الشارح المعتزلي: فأمّا قول أبي هريرة: إنّ عليّاً عليه السلام أحدث في المدينة فحاش للَّه! کان عليّ عليه السلام أتقي للَّه من ذلک، واللَّه لقد نصر عثمان نصراً لو کان المحصور جعفر بن أبي طالب لم يبذل له إلّا مثله.[3] .

وقال أبوجعفر الإسکافي: أبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضيّ الرواية، ضربه عمر بن الخطّاب بالدرّة، وقال: قد أکثرت من الرواية وأحربک أن تکون کاذباً علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[4] .







  1. راجع شرح ابن أبي الحديد 64:4.
  2. المصدر المتقدم: 67.
  3. المصدر المتقدّم: 69.
  4. المصدر المتقدّم: 69.