مظلوميّته بعد شهادته











مظلوميّته بعد شهادته



وأجلي صور المظلوميّة أنّه صارت المنابر في الشرق والغرب في حکومة الأمويّين علي مدي أربعين سنة محلّاً لشتمه وسبّه، ومعرضاً لإهانته ولعنه حتّي صار ذلک سُنّة جاريةً بينهم، وقد أخبر عليه السلام بذلک حيث قال لأصحابه:

«أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْکُمْ بَعْدِي رَجُلٌ رَحْبُ الْبُلْعُومِ، مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ، يَأْکُلُ مَا يَجِدُ، وَيَطْلُبُ مَا لاَ يَجِدُ، فَاقْتُلُوهُ، وَلَنْ تَقْتُلُوهُ! أَ لَا وَإِنَّهُ سَيَأْمُرُکُمْ بِسَبِّي وَالْبَرَاءَةِ مِنِّي؛ فَأَمَّا السَّبُّ فَسُبُّونِي، فَإِنَّهُ لِي زَکَاةٌ، وَلَکُمْ نَجَاةٌ؛ وَأَمَّا الْبَرَاءَةُ فَلَا تَتَبَرَّأُوا مِنِّي؛ فَإِنِّي وَلِدْتُ عَلَي الْفِطْرَةِ، وَسَبَقْتُ إِلَي الْإِيمَانِ وَالْهِجْرَةِ».[1] .

و لا يخفي انّ هذا الکلام منه عليه السلام إخبار بما يأتي و نحو هذا قد وقع منه کثيراً و هو يفوق فوق حدّ الإحصاء في الوقايع الشديدة و الخطوب العظيمة، و لا شک انّه لا يکون هذا الاخبار بالمغيبات منه عليه السلام إلّا باعلام من اللَّه تعالي و تعليم من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. و سنذکر فيما يلي موارد من مظلوميّته عليه السلام بعد شهادته في حکومة معاوية و عملائه:







  1. شرح نه البلاغة: 137، الخطبة 56.