مظلوميّته في تثاقل أصحابه وخطبته في ذلك











مظلوميّته في تثاقل أصحابه وخطبته في ذلک



فإنّ اميرالمؤمنين بعد حرب الصفين حينما رأي تثاقل أصحابه من الجهاد و عدم متابعته في الحرب مع معاوية، خطب اصحابه خطبة فذمّهم ووبَّخهم، فقال في خلالها: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَظْهَرَنَّ هؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَلَيْکُمْ، لَيْسَ لِأَنَّهُمْ أَوْلَي بِالْحَقِّ مِنْکُمْ، وَلکِنْ لِإِسْرَاعِهِمْ إِلَي بَاطِلِ صَاحِبِهِمْ، وَإِبْطَائِکُمْ عَنْ حَقِّي. وَلَقَدْ أَصْبَحَتِ الْأُمَمُ تَخَافُ ظُلْمَ رُعَاتِهَا، وَأَصْبَحْتُ أَخَافُ ظُلْمَ رَعِيَّتِي. اسْتَنْفَرْتُکُمْ لِلْجِهَادِ فَلَمْ تَنْفِرُوا، وَأَسْمَعْتُکُمْ فَلَمْ تَسْمَعُوا، وَدَعَوْتُکُمْ سِرّاً وَجَهْراً فَلَمْ تَسْتَجِيبُوا، وَنَصَحْتُ لَکُمْ فَلَمْ تَقْبَلُوا».

إلي أن قال: «أَيُّهَا الْقَوْمُ الشَّاهِدَةُ أَبْدَانُهُمْ، الْغَائِبَةُ عَنْهُمْ عُقُولُهُمْ، الُْمخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ، المُبْتَلَي بِهمْ أُمَرَاؤُهُمْ. صَاحِبُکُمْ يُطِيعُ اللَّهَ وَأَ نْتُمْ تَعْصُونَهُ، وَصَاحِبُ أَهْلِ الشَّامِ يَعْصِي اللَّهَ وَهُمْ يُطِيعُونَهُ. لَوَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ صَارَفَني بِکُمْ صَرْفَ الدِّينَارِ بِالدِّرْهَمِ، فَأَخَذَ مِنِّي عَشَرَةً مِنْکُمْ وَأَعْطَانِي رَجُلاً مِنْهُمْ!».[1] .







  1. نهج البلاغة: الخطبة 97.