خطبة الإمام عليّ بعد التحکيم
أَمَرْتُکُمُ أَمْرِي بمُنْعَرَجِ اللِّوَي وهذه الألفاظ من خطبة خطبها عليه السلام بعد خديعة ابن العاص لأبي موسي وافتراقهما لکاشفة عن مظلوميّته في هذه الواقعة المؤلمة.
روي أنّ عمر بن العاص وأبا موسي الأشعري لمّا التقيا دومة الجندل وقد حکما في أمر الناس، کان أمير المؤمنين عليه السلام يومئذٍ قد دخل الکوفة ينتظر ما يحکمان به، فلمّا تمّت خدعة عمرو لأبي موسي، وبلغه عليه السلام ذلک، اغتمّ له غمّاً شديداً ووجم منه، وقام فخطب النّاس، فقال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَعْصِيَةَ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ الْعَالِمِ الُْمجَرِّبِ تُورِثُ الْحَسْرَةَ، وَتُعْقِبُ النَّدَامَةَ. وَقَدْ کُنْتُ أَمَرْتُکُمْ في هذِهِ الْحُکُومَةِأَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَکُمْ مَخْزُونَ رَأْيِي، لَوْ کَانَ يُطَاعُ لِقَصِير أَمْرٌ! فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الُْمخَالِفِينَ الْجُفَاةِ، وَالمُنَابِذِينَ الْعُصَاةِ، حَتَّي ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَضَنَّ الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ، فَکُنْتُ أَنَا وَإِيَّاکُمْ کَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ:
فَلَمْ تَسْتَبِينُوا النُّصْحَ إِلَّا ضُحي الْغَدِ».[1] .