مشاورة معاوية مع عمرو بن العاص ورفع المصاحف
وروي نصر بإسناده عن جابر، قال: سمعت تميم بن حُذيم يقول: لمّا أصبحنا من ليلة الهرير، نظرنا فإذا أشباهُ الرايات أمام أهل الشام في وسط الفَيلق حيال موقف عليّ عليه السلام ومعاوية، فلمّا أسفرنا إذا هي المصاحف قد رُبطت في أطراف الرماح، وهي عظام مصاحف العسکر، وقد شدّوا ثلاثة أرماح جميعاً، وربطوا عليها مصحف المسجد الأعظم يمکسه عشرة رهط. وقال أبو جعفر وأبو الطفيل: استقبلوا عليّاً بمائة مصحف، ووضعوا في کلّ مُجِنّبة[3] مائتي مصحف، فکان جميعها خمسمائة مصحف.[4] .
قال: فبلغ ذلک معاوية، فدعا عمرو بن العاص، وقال: يا عمرو، إنّما هي الليلة حتّي يغدُوَ عليٌّ علينا بالفيصَل[1] فما تري؟ قال: ألقِ إلي القوم أمراً إن قَبِلوه اختلفُوا، وإن ردّوه اختلفوا، اُدعهُم إلي کتاب اللَّه حَکَماً فيما بينک وبينهم، فإنّک بالغٌ به حاجتک في القوم، وإنّي لم أزل أؤخّر هذا الأمر لوقت حاجتک إليه. فعرف معاوية ذلک وقال له: صدقت.[2] .