مظلوميّته في الشوري و شكوته عنها











مظلوميّته في الشوري و شکوته عنها



إنّ کلامه عليه السلام في خطبته المعروفة بالشقشقيّة حاکية عن عمق مظلوميّته عليه السلام، وشدّة تأثّره من قضيّة الشوري يظهر جليّاً في کلمات الخطبة، حيث قال: «أَمَا وَاللَّه لَقَدْ تَقَمَّصَها ابن أبي قحافة وَإِنَّهُ لِيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا. يَنْحَدرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَي إِلَيَّ الطَّيْرُ - إلي أن قال: - فَصَبَرْتُ عَلَي طُولِ المُدَّةِ، وَشِدَّةِ المِحْنَةِ، حَتَّي إِذا مَضَي لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا في جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَ نَّي أَحَدُهُمْ، فَيَالَلَّهِ وَلِلشُّورَي! مَتَي اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّي صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَي هذِهِ النَّظَائِرِ! لکِنِّي أَسفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِه، وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرهِ، مَعَ هَنٍ وَهَن إِلَي أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ نَافِجَاً حِضْنَيْهِ» الخطبة.[1] .

وقال أيضاً - علي ما نسب إليه عليه السلام من الحکم في شرح ابن أبي الحديد - «کنتُ في أيّام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کجزء من رسول اللَّه (صلوات اللَّه وسلامه عليه)، ينظر إليَّ النّاس کما ينظر إلي الکواکب في اُفق السماء، ثمّ غضّ الدهر منّي، فقرن بي فلان وفلان، ثمّ قرنت بخمسة أمثلهم عثمان، فقلتُ: واذفراه[2] ثمّ لم يَرْضَ الدهر لي بذلک، حتّي أرذلني، فجعلني نظيراً لابن هند وابن النابغة لقد استنّت الفصال حتّي القرعي».[3] .

وفي رسالته عليه السلام إلي معاوية بن أبي سفيان: فَيَاعَجَباً لِلدَّهِرِ! إِذْ صِرْتُ يُقْرَنُ بِي مَنْ لَمْ يَسْعَ بِقَدَمِي، وَلَمْ تَکُنْ لَهُ کَسَابِقَتِي الَّتِي لَا يُدْلِي أحَدٌ بِمِثْلِهَا، إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ مُدَّعٍ مَا لَا أَعْرِفُهُ، وَلَا أَظُنُّ اللَّهَ يَعْرِفُهُ.وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَي کُلِّ حَالٍ».[4] .







  1. الخطبة المعروفة بالشقشقيّة، راجع: نهج البلاغة: الخطبة 3.
  2. الذفر: الرائحة الخبيثة.
  3. شرح ابن أبي الحديد 326:20.
  4. نهج البلاغة: الکتاب 9.