ابراؤه لليد المقطوعة بدعائه











ابراؤه لليد المقطوعة بدعائه



وفي (التفسير الکبير للفخر الرازي) في ذيل تفسير قوله تعالي: «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْکَهْفِ وَالرَّقِيمِ کَانُوا مِن آيَاتِنَا عَجَباً»[1] قال: وأمّا عليّ عليه السلام فيروي أنّ واحداً من محبّيه سرق وکان عبداً أسود، فاُتي به إلي عليّ عليه السلام فقال له: «أسرقت؟»، قال: نعم، فقطع يده فانصرف من عند عليّ عليه السلام فلقيه سلمان الفارسي وابن الکوّاء، فقال ابن الکوّاء: مَن قطع يدک؟ فقال: أمير المؤمنين، ويعسوب المسلمين، وختن الرسول، وزوج البتول، فقال: قطع يدک وتمدحه؟ فقال: ولِمَ لا أمدحه، وقد قطع يدي بحقّ وخلّصني من النّار، فسمع سلمان ذلک، فأخبر به عليّاً عليه السلام فدعا الأسود ووضع يده علي ساعده وغطّاه بمنديل ودعا بدعوات فسمعنا صوتاً من السماء، ارفع الرداء عن اليد، فرفعناه فإذا اليد قد برئت بإذن اللَّه تعالي وجميل صنعه.[2] .

وأخرج المجلسي عن (الخرائج والجرائح): روي أنّ أسود دخل علي عليّ عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي سرقت فطهّرني، فقال: «لعلّک سرقت من غير حرز»، ونحّي رأسه عنه فقال: يا أمير المؤمنين، سرقت من حرز فطهّرني، فقال عليه السلام: «لعلّک سرقت غير نصاب»، ونحّي رأسه عنه فقال: يا أمير المؤمنين، سرقت نصاباً، فلمّا أقرّ ثلاث مرّات قطعه أمير المؤمنين، فذهب وجعل يقول في الطريق: قطعني أمير المؤمنين وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب الدين، وسيّد الوصيّين، وجعل يمدحه، فسمع ذلک منه الحسن والحسين عليهماالسلام قد استقبلاه، فدخلا علي أمير المؤمنين عليه السلام وقالا: «رأينا أسود يمدحک في الطريق»، فبعث أمير المؤمنين مَن أعاده إلي عنده، فقال عليه السلام: «قطعتک وأنت تمدحني»، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّک طهّرتني، وإنّ حبّک قد خالط لحمي وعظمي (ودمي)، فلو قطعتني إرباً إرباً لما ذهب حبّک من قلبي، فدعا له أمير المؤمنين عليه السلام، ووضع المقطوع إلي موضعه، فصحّ وصلح کما کان.[3] .







  1. سورة الکهف: 9.
  2. التفسير الکبير 21 و 88:22.
  3. البحار 202:41.