قد وردت في مسجد النبيّ











قد وردت في مسجد النبيّ



روي ابن المغازلي بإسناده عن سهل بن سعد، قال: جاء النبيّ صلي الله عليه و آله إلي فاطمة عليهاالسلام، فقال لها: «أين بعلک وابن عمّک؟»، قال: فقالت: «يا رسول اللَّه، وقع بيني وبينه کلام فخرج مغاضباً»، فقال لإنسان: «ابْغِ عليّاً؟»، قال: هو ذلک في المسجد، قال: فأتاه النبيّ صلي الله عليه و آله والريح تَسفي عليه التراب، فقال: «قم أبا تراب».

قال سهل بن سعد: فواللَّه إن کانت لأحَبَّ الأسماء إلي عليّ عليه السلام.[1] وفي خبر آخر: قال سهل: فما کان اسم أحبَّ إلي عليّ عليه السلام من أن يُدعي به من أبي تراب.[2] .

وفي (الاستيعاب) عن عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبيه، قال: قيل لسهل بن سعد: إنّ أمير المدينة يريد أن يبعث إليک لتسبّ عليّاً عليه السلام عند المنبر؟ قال: کيف أقول؟ قال: تقول: أبا تراب؟ فقال: واللَّه ما سمّاه بذلک إلّا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. قال: قلت: وکيف ذلک، يا أبا العبّاس؟ قال: دخل عليّ عليه السلام علي فاطمة عليهاالسلام ثمّ خرج من عندها فاضطجع في صحن المسجد، فدخل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي فاطمة عليهاالسلام فقال: «أين ابن عمّک؟».

قالت: «هو ذاک مضطجع في المسجد»، قال: فجاءه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إلي ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره، ويقول: «اجلس أبا تراب؟»، فواللَّه ما سمّاه به إلّا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله واللَّه ما کان اسم أحبّ إليه منه.[3] .

و روي الموفّق بن أحمد الخوارزمي بإسناده عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: استعمل علي المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليّاً عليه السلام، قال: فأبي سهل فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن اللَّه أبا تراب، فقال سهل: ما کان لعليّ اسمٌ أحبُّ إليه من أبي تراب، وإن کان ليفرح إذا دعي به. فقال أخبرنا عن قصّته لِمَ سمّي أبا تراب؟ فقال: جاء رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي بيت فاطمة عليهاالسلام فلم يجد عليّاً في البيت... فقال لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول اللَّه، هو في المسجد، فجاء رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقّه فأصابه تراب، فجعل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يمسحه عنه ويقول: «قم يا أباتراب، قم يا أبا تراب».[4] .

وروي في مسند الصحابة نحوه، وقال سهل في ذيله: واللَّه، ما کان له اسم أحبّ إليه منه، ما سمّاه إلّا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[5] .







  1. المناقب لابن المغازلي 6:9.
  2. المصدر المتقدّم: ح 7.
  3. الاستيعاب لابن عبدالبر المالکي بهامش الإصابة 54:3.
  4. مناقب الخوارزمي: 38.
  5. مسند الصحابة 186:38.