اخباره عن أرض كربلاء حين مرّ بها











اخباره عن أرض کربلاء حين مرّ بها



في (إثبات الهداة): عن ابن عبّاس، قال: کنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في خروجه إلي صفّين، فلمّا نزل بنينوي وهو شطّ الفرات، قال بأعلي صوته: «يابن عبّاس، أتعرف هذا الموضع»، قلت له: ما أعرفه يا أمير المؤمنين، فقال: «لو عرفته کمعرفتي لم تکن تجوزه حتّي تبکي کبکائي»، قال: فبکي طويلاً حتّي اخضلّت لحيته من الدموع، وبکينا معه وهو يقول: «أوه، أوه! ما لي ولأبي سفيان، ما لي ولآل حرب حزب الشيطان وأولياء الکفر، صبراً يا أبا عبداللَّه، فقد لقي أبوک مثل الّذي تلقي منهم.

إلي أن قال: وهذه أرض کرب وبلاء يدفن فيها الحسين وتسعة عشر رجلاً کلّهم من ولدي وولد فاطمة».

وذکر الحديث وفيه: أنّه عليه السلام طلب بعر الظباء فوجده، فأخذ البعر فصرّه في ردائه وأمرني أن أصرّه کذلک، ثمّ قال: «يابن عبّاس، إذا رأيتها تنفجر دماً عبيطاً فاعلم أنّ أبا عبداللَّه قد قتل ودفن بها».[1] .

وفي الحديث: أنّه لمّا قتل الحسين عليه السلام سال منها دم في ذلک اليوم، وأنّ ابن عبّاس قال: ما کذبني عليّ قطّ في حديث حدّثني به، ولا أخبرني بشي قطّ أنّه يکون إلّا کان کذلک.[2] .

وفي (کشف الغمّة) و (إرشاد المفيد): أنّه عليه السلام وقف في کربلاء في بعض أسفاره ناحية من عسکره، فنظر يميناً وشمالاً واستعبر باکياً، ثمّ قال: «هذا واللَّه مناخ رکابهم، وموضع منيّتهم»، فقلنا: يا أمير المؤمنين، ما هذا الموضع؟ قال: «هذا کربلاء، يُقتل فيه قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب». ثمّ سار ولم يعرف النّاس تأويل قوله عليه السلام حتّي کان من أمر الحسين عليه السلام (بالطفّ) ما کان، فعرف حينئذٍ من سمع کلامه مصداق الخبر فيما أنبأهم به.[3] .







  1. إثبات الهداة 454:4.
  2. المصدر المتقدّم 454:4.
  3. کشف الغمّة - باب المناقب 384:1، والإرشاد للمفيد 332:1، ونحوه في وقعة صفّين: 140