قد وردت في نخل المدينة











قد وردت في نخل المدينة



روي المجلسي عن ابن عمر، قال: بينا أنا مع النبيّ صلي الله عليه و آله في نخل المدينة وهو يطلب عليّاً عليه السلام إذ انتهي إلي حائط، فاطّلع فيه فنظر إلي عليّ عليه السلام وهو يعمل في الأرض وقد اغبارّ، فقال: «ما ألوم النّاس (في) أن يکنّوک أبا تراب»، فلقد رأيت عليّاً تمغّر (احمرّ) وجهه، وتغيّر لونه، واشتدّ ذلک عليه، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: ألا اُرضيک يا عليّ؟». قال: «نعم، يا رسول اللَّه»، فأخذ بيده، فقال: «أنت أخي ووزيري وخليفتي بعدي في أهلي، تقضي ديني، وتبرئ ذِمّتي، مَن أحبّک في حياة منّي فقد قُضي له بالجنّة، ومن أحبّک في حياة منک بعدي ختم اللَّه له بالأمن والإيمان، ومن أحبّک بعدي ولم يرک ختم اللَّه له بالأمن والإيمان، وآمنه يوم الفزع الأکبر، ومن مات وهو يُبغضک يا عليّ مات ميتة الجاهلية، يحاسبه اللَّه عزّ وجلّ بها (بما) عمل في الإسلام».[1] .

وفي (الغدير) عن (الجامع الکبير) للسيوطي کما في ترتيبه المجلد 6، وأبو يعلي في مسنده بإسناده عن عليّ عليه السلام، قال: «طلبني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فوجدني في جدول نائماً، فقال: ما ألوم النّاس يسمّونک أبا تراب، فرآني کأنّي وجدت في نفسي من ذلک، فقال: قم، واللَّه لأرضِينَّک، أنت أخي وأبو وُلدي، تقاتل عن سنّتي، وتبرئ ذمّتي، مَن مات في عهدي فهو کبرّ اللَّه، ومن مات في عهدک فقد قضي نحبه، ومن مات يحبّک بعد موتک ختم اللَّه له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت، ومن مات يبغضک مات ميتة جاهلية، وحوسب بما عمل في الإسلام».[2] .







  1. البحار 50:35.
  2. الغدير 335:6.