صورة اخري











صورة اخري



في الاحقاق عن محمّد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) قال: إنّ سبعة أنفس خرجوا من الکوفة مسافرين، فغابوا مدّة، ثمّ عادوا وقد فقد منهم واحد، فجاءت امرأة إلي عليّ عليه السلام، فقالت: يا أمير المؤمنين، إنّ زوجي سافر هو وجماعة وعادوا دونه، فأتيتهم وسألتهم عنه فلم يخبروني بحاله، وقد اتّهمتهم بقتله، وأسألک إحضارهم واستکشاف حالهم، فأحضرهم عليه السلام وفرّقهم، وأقام کلّ واحد منهم إلي سارية من سواري المسجد، ووکلّ به رجلاً يمنع أن يقرب منه أحد ليحادثه.

ثمّ استدعي واحداً فحدّثه وسأله عن حال الرجل فأنکر، فلمّا أنکر رفع عليّ عليه السلام صوته بالتکبير، وقال: «اللَّه أکبر»، فلمّا سمع الباقون صوت عليّ عليه السلام مرتفعاً بالتکبير اعتقدوا أنّ رفيقهم قد أقرّ، وحکي لعليّ عليه السلام صورة الحال.

ثمّ استدعاهم واحداً واحداً فأقرّوا بقتله بناءً علي أنّ صاحبهم قد أخبر عليّاً عليه السلام بما فعلوه، فلمّا أقرّوا بذلک، قال الأوّل: يا أمير المؤمنين، هؤلاء قد أقرّوا وما أنا أقررت. قال له عليه السلام: «هؤلاء رفاقک قد شهدوا عليک، فما ينفعک إنکارک بعد شهادتهم»، فاعترف أنّه شارکهم في قتله، فلمّا تکمل اعترافهم أقام عليهم حکم اللَّه تعالي وقتلهم به، فکان من عجائب فهمه وغرائب علمه.[1] .







  1. الإحقاق 78:8.