قد وردت في يوم المؤاخاة











قد وردت في يوم المؤاخاة



روي الموفّق بن أحمد الخوارزمي وابن الصبّاغ المالکي وغيرها بإسنادهم عن ابن عبّاس، قال: لمّا آخي النبيّ صلي الله عليه و آله بين أصحابه وبين المهاجرين والأنصار، فلم يؤاخ بين عليّ بن أبي طالب وبين أحد منهم، خرج عليّ عليه السلام مغضباً حتّي أتي جدولاً من الأرض فتوسّد ذراعه، وسفت عليه الريح، فطلبه النبيّ صلي الله عليه و آله حتّي وجده فوکزه برِجله، فقال له: «قم، فما صلحت أن تکون إلّا أبا تراب، أغضِبتَ عَلَيّ حين آخيتُ بين المهاجرين والأنصار، ولم اُؤاخ بينک وبين أحد منهم؟! أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه ليس بعدي نبي؟! ألا مَن أحبّک حُفَّ بالأمن والإيمان، ومن أبغضک أماته اللَّه ميتةً جاهليّة، وحوسب بعمله في الإسلام».[1] .

و روي الجويني وابن عساکر الشافعي، بإسنادهما عن حفص بن جميع، قال: حدّثني سمّاک بن حرب، قال: قلت لجابر: إنّ هؤلاء القوم يَدعونني إلي شتم عليّ عليه السلام!! قال: وما عسيت أن تشتمه به؟ قال: اُکنّيه بأبي تراب.

قال: [فواللَّه ما کانت لعليّ عليه السلام کنية أحبّ إليه من أبي تراب]،[2] إنّ النبيّ آخري بين النّاس ولم يؤاخِ بينه وبين أحد، فخرج مغضباً حتّي أتي کثيباً من رمل فنام عليه، فأتاه النبيّ صلي الله عليه و آله فقال: «قم يا أبا تراب»، وجعل ينفض التراب عن ظهره وبردته، ويقول: «قم يا أبا تراب، أغضبت أن آخيتُ بين النّاس ولم اُوآخ بينک وين أحد؟». قال: «نعم». قال: «أنت أخي، وأنا أخوک».[3] .







  1. المناقب للخوارزمي: 39، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالکي: 38، الغدير 334:6.
  2. ما بين القوسين قد سقط من فرائد السمطين، وموجود في تاريخ دمشق.
  3. فرائد السمطين 117:1، تاريخ دمشق -ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب 23:1، ح 33.