احتجاجه علي منكر عذاب القبر، وقول عثمان











احتجاجه علي منکر عذاب القبر، وقول عثمان



في (الغدير) عن العاصمي في کتابه (زين الفتي في شرح سورة هل أتي) من طريق شيخه أبي بکر محمّد بن إسحاق بن محمشاد، يرفعه: أنّ رجلاً أتي عثمان بن عفّان وهو أمير المؤمنين وبيده جمجمة إنسان ميّت، فقال: إنّکم تزعمون النّار تعرض علي هذا، وأنّه يعذّب في القبر، وأنا قد وضعت عليها يدي فلا اُحسّ منها حرارة النّار، فسکت عنه عثمان، وأرسل إلي عليّ بن أبي طالب المرتضي يستحضره، فلمّا أتاه وهو في ملأ من أصابه، قال للرجل: «أعد المسألة»، فأعادها، ثمّ قال عثمان بن عفّان: أجب الرجل عنها يا أبا الحسن.

فقال عليّ عليه السلام: «ائتوني بزند وحجر»، والرجل السائل والنّاس ينظرون إليه، فاُتي بهما فأخذهما وقدح منها النّار، ثمّ قال للرجل: «ضع يدک علي الحجر»، فوضعها عليه، ثمّ قال: «ضع يدک علي الزند»، فوضعها عليه، فقال: «هل أحسست منهما حرارة النّار»، فبهت الرجل، فقال عثمان: لولا عليّ لهلک عثمان.

قال العلّامة الأميني رحمه الله: نحن لا نرقب من عثمان وليد بيت اُميّة الحيطة بأمثال هذه العلوم الّتي هي من أسرار الکون، وقد تقاعست عنها معرفة مَن هو أرقي منه في العلم، فکيف به؟ وإنّما تقلّها عيبة العلوم الإلهيّة، المتلقّاة من المبدأ الأعلي منشئ الکون، ومُلقي أسراره فيه، وهو الّذي أفحم السائل هاهنا في کلّ معضلة أعوز القوم عرفانها.[1] .







  1. الغدير 214:8.