في قصّة قدامة بن مظعون وإجراء الحدّ عليه











في قصّة قدامة بن مظعون وإجراء الحدّ عليه



ما ذکره المفيد في (الإرشاد)، وابن شهرآشوب في (المناقب)، قالا: روي العامّة والخاصّة أنّ قدامة بن مظعون قد شرب الخمر، فأراد عمر أن يحدّه، فقال له قدامة: أنّه لا يجب علَيَّ الحدّ؛ لأنّ اللَّه تعالي يقول: «لَيْسَ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ»[1] فدرأ عمر عنه الحدّ، فبلغ ذلک أمير المؤمنين عليه السلام، فمشي إلي عمر فقال له: «لِمَ ترکت إقامة الحدّ علي قُدامة في شرب الخمر؟»، فقال عمر: إنّه تلا علَيَّ الآية، وتلاها عمر. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: «ليس قدامة من أهل هذه الآية، ولا من سلک سبيله في ارتکاب ما حرّم اللَّه تعالي، إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يستحلّون حراماً، فاردد قدامة واستتبه ممّا قال، فإن تاب فأقم عليه الحدّ، وإن لم يتب فاقتله، فقد خرج عن الملّة»، فاستيقظ عمر لذلک، وعرف قُدامة الخبر، فأظهر التوبة والإقلاع، فدرأ عمر عنه القتل، ولم يدر کيف يحدّه، فقال لأمير المؤمنين عليه السلام: «أشر علَيَّ في حدّه». فقال: «حدّه ثمانين، إنّ شارب الخمر إذا شربها سکر، وإذا سکر هَذَي، وإذا هَذَي افتري»، فجلده عمر ثمانين.[2] .







  1. سورة المائدة: 93.
  2. الإرشاد 202:1، وروي في المناقب 366:2، نحوه.