قد وردت في غزوة العشيرة











قد وردت في غزوة العشيرة



روي ابن شهرآشوب، عن الطبري وابن إسحاق وابن مردويه أنّه قال: خرجنا مع النبيّ صلي الله عليه و آله في غزوة العشيرة، فلمّا نزلنا منزلاً نمنا، فما نبّهنا إلّا کلام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ: «يا أبا تراب - لمّا رآه ساجداً معفّراً وجهه في التراب - أتعلم من أشقي النّاس؟ أشقي الناس اثنان: أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، وأشقاها الّذي يخضب هذه - ووضع يده علي لحيته».[1] .

وروي ابن المغازلي الشافعي والحاکم النيشابوري هذا الحديث بسندهما عن عمّار بن ياسر هکذا، قال: کنت أنا وعليّ بن أبي طالب عليه السلام رفيقين في غزوة العُشيرة[2] فلمّا نزلها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وأقام بها، إذ هناک ناس من مُدلّج يعملون في عين لهم في نخيل، فقال عليّ عليه السلام: «يا أبا اليقظان، هل لک في أن تأتي هؤلاء فننظر کيف يعملون؟». قال: قلت: إن شئت.

قال: فجئناهم فنظرنا إلي عملهم ساعة، ثمّ غَشِيَنا النوم، فانطلقتُ أنا وعليّ عليه السلام حتّي اضطجعنا في صور[3] من النخل وفي دقعائها، فواللَّه ما أهَبّنا إلّا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يُحرِّکنا برِجله، وقد تَتَرّبنا من تلک الدقعاء الّتي نُمنا فيها، فيومئذٍ قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ: «ما لک يا أبا تراب - لما يري عليه من التراب، ثمّ قال: - ألا اُحدّثکم بأشقي النّاس رجلين؟» قلنا: بلي، يا رسول اللَّه. قال: «أحيمر ثمود الّذي عَقر الناقة، والّذي يَضرِبُک يا عليّ علي هذه - ووضع يده علي قرنه - حتّي تَبتَلَّ مه هذه - وأخذ بلحيته».[4] .







  1. المناقب لابن شهرآشوب 111:3.
  2. في المستدرک: «ذي العشيرة».
  3. صور النخل: صغار.
  4. المناقب لابن المغازلي الشافعي 5:8، مستدرک الحاکم 151:3، وراجع مسند أحمد بن حنبل 263:4، البداية والنهاية لابن کثير 247:3، تاريخ الطبري 261:2، وغير ذلک.