قضاؤه في تفريق الشهود
فقال عليّ عليه السلام: «اللَّه أکبر، اللَّه أکبر، أنا أوّل من فرّق بين الشهود إلّا دانيال»، ثمّ حدّ المرأة حدّ القاذف[4] وألزمها ومن ساعدها علي افتضاض اليتيمة المهر لها أربعمائة درهم، وفرّق بين المرأة وزوجها[5] وزوّجه اليتيمة، وساق عنه المهر إليها من ماله. فقال عمر بن الخطّاب: فحدّثنا يا أبا الحسن بحديث دانيال النبيّ عليه السلام، فقال: «انّ دانيال...» و نقل حديث دانيال نحو هذا الحديث.[6] .
روي الصدوق عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: اُتي عمر بن الخطّاب بجارية فشهد عليها شهود أنّها بغت[1] وکان من قصّتها أنّها کانت يتيمة عند رجل، وکان للرجل امرأة، وکان الرجل کثيراً ما يغيب عن أهله، فشبّت اليتيمة وکانت جميلة، فتخوّفت المرأة أن يتزوّجها زوجها إذا رجع إلي منزله، فدعت بنسوة من جيرانها فأمسکنها ثمّ افتضّتها[2] باصبعها، فلمّا قدم زوجها سأل امرأته عن اليتيمة، فرمتها بالفاحشة وأقامت البيّنة من جيرانها علي ذلک. قال: فرفع ذلک إلي عمر بن الخطّاب فلم يدرِ کيف يقضي في ذلک، فقال للرجل: اذهب بها إلي عليّ بن أبي طالب، فأتوا عليّاً عليه السلام وقصّوا عليه القصّة، فقال عليه السلام لامرأة الرجل: «ألک بيّنة؟»، قالت: نعم، هؤلاء جيراني يشهدن عليها بما أقول، فأخرج عليّ عليه السلام السيف من غمده وطرحه بين يديه، ثمّ أمر بکلّ واحدة من الشهود، فاُدخلت بيتاً، ثمّ دعا بامرأة الرجل فأدارها بکلّ وجه فأبت أن تزول عن قولها، فردّها إلي البيت الّذي کانت فيه، ثمّ دعا بإحدي الشهود وجثا علي رکبتيه، وقال لها: أتعرفيني، أنا عليّ بن أبي طالب، وهذا سيفي، وقد قالت امرأة الرجل ما قالت، ورجعت إلي الحقّ، وأعطيتها الأمان[3] فاصدقيني وإلّا ملأت سيفي منک»، فالتفت المرأة إلي عليّ عليه السلام فقالت: يا أمير المؤمنين، الأمان علي الصدق، فقال لها عليّ عليه السلام: «فاصدقي»، فقالت: لا واللَّه! ما زنت اليتيمة، ولکنّ امرأة الرجل لمّا رأت حُسنها وجمالها وهيئتها خافت فساد زوجها، فسقتها المسکر، ودعتنا فأمسکناها فاقتضّتها باصبعها.