قضاؤه بين رسول اللَّه والأعرابي المدّعي طلب ثمن ناقة











قضاؤه بين رسول اللَّه والأعرابي المدّعي طلب ثمن ناقة



في (أمالي الصدوق): بسنده عن علقمة، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام، قال: جاء أعرابي إلي النبيّ صلي الله عليه و آله فادّعي عليه سبعين درهماً ثمن ناقة، فقال له النبيّ صلي الله عليه و آله: «يا أعرابي، ألم تستوفِ منّي ذلک؟»، فقال: لا، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «إنّي قد أوفيتک». قال الأعرابي: قد رضيت برجل يحکم بيني وبينک، فقام النبيّ صلي الله عليه و آله معه فتحاکما إلي رجل من قريش، فقال الرجل للأعرابي: ما تدّعي علي رسول اللَّه؟ قال: سبعين درهماً ثمن ناقة بعتها منه، فقال: ما تقول يا رسول اللَّه؟ فقال صلي الله عليه و آله: «قد أوفيته».

فقال القرشي: قد أقررت له - يا رسول اللَّه - بحقّه، فإمّا أن تقيم شاهدين يشهدان بأنّک قد أوفيته، وإمّا أن توفيه السبعين الّتي يدّعيها عليک.

فقام النبيّ صلي الله عليه و آله مغضباً يجرّ رداءه، وقال: «واللَّه لأقصدنّ من يحکم بيننا بحکم اللَّه تعالي ذکره»، فتحاکم معه إلي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال للأعرابي: «ما تدّعي علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟»، قال: سبعين درهماً ثمن ناقة بعتها منه. قال: «ما تقول، يا رسول اللَّه؟»، قال: «قد أوفيته»، قال: «يا أعرابي، إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول قد أوفيتک فهل صدق؟»، فقال: لا ما أوفاني، فأخرج أمير المؤمنين عليه السلام سيفه من غمده وضرب عنق الأعرابي، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لِمَ قتلت الأعرابي؟»، قال: «لأنّه کذّبک يا رسول اللَّه، ومَن کذّبک فقد حلّ دمه ووجب قتله». فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «يا عليّ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ما أخطأت حکم اللَّه تبارک وتعالي فيه، فلا تعد إلي مثلها».[1] .

أقول: و ان کان حکم من کذب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حلّ دمه، ولکن قابل للعفو و الاغماض و لذا قال صلي الله عليه و آله: «فلا تعد الي مثلها» و اللَّه العالم.







  1. أمالي الصدوق - المجلس الثاني والعشرون: ح 2.