بعض ما روي في وجه تسميته بأبي تراب











بعض ما روي في وجه تسميته بأبي تراب



عن سليمان بن مهران، عن عباية بن ربعي، قال: قلت لعبد اللَّه بن عبّاس: لِمَ کنّي رسول اللَّه عليّاً أبا تراب؟ قال: لأنّه صاحب الأرض، وحجّة اللَّه علي أهلها بعده، وبه بقاؤها، وإليه سکونها، وقد سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «إنّه إذا کان يوم القيامة ورأي الکافر ما أعدّ اللَّه تعالي لشيعة عليّ من الثواب والزُّلفي والکرامة، يقول: [يا ليتني کنتُ ترابيّاً، أي: يا ليتني من شيعة عليّ عليه السلام؛ وذلک قول اللَّه تعالي عزّ وجلّ: «وَيَقُولُ الْکَافِرُ] يَا لَيْتَنِي کُنتُ تُرَاباً».[1] [2] .

قال المجلسي في بيان الحديث بقوله: يمکن أن يکون ذکر الآية لبيان وجه آخر لتسميته عليه السلام بأبي تراب؛ لأنّ شيعته لکثرة تذلّلهم له وانقيادهم لأوامره سمّوا تراباً کما في الآية الکريمة؛ ولکونه عليه السلام صاحبهم وقائدهم ومالک اُمورهم سمّي أبا تراب إلي آخر کلامه.[3] .

وفي (المناقب) لابن شهرآشوب، قال: رأيت في کتاب (الردّ علي أهل التبديل): أنّ في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام: «يا ليتني کنت تراباً» يعني من أصحاب عليّ عليه السلام.

وقال أيضاً: ورأيت في کتاب (ما نزل في أعداء آل محمّد) في قوله تعالي: «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَي يَدَيْهِ»[4] رجل من بني عدي، ويعذّبه عليّ، فيعضّ علي يديه ويقول العاضّ وهو رجل من بني تيم: يا ليتني کنت تراباً، أي شيعيّاً.[5] .


أنا وجميع من فوق التراب
فديً لِتراب نعل أبي ترابِ


إمام مدحه ذکري ودأبي
وقلبي نحوه ما عشت صابِ[6] .







  1. سورة النبأ: 40.
  2. البحار 51:35، وراجع المناقب لابن شهرآشوب 111:3.
  3. البحار 51:35.
  4. سورة الفرقان: 27.
  5. المناقب 110:3.
  6. المصدر المتقدّم: 112.